- i24NEWS
- الشرق الأوسط
- سرايا أنصار السنة تتبنى أخطرها || النيران تلتهم الاف الهكتارات في الساحل السوري وتنذر بكارثة انسانية وبيئية
سرايا أنصار السنة تتبنى أخطرها || النيران تلتهم الاف الهكتارات في الساحل السوري وتنذر بكارثة انسانية وبيئية
فرق تركية وأردنية تشارك في إخماد الحرائق لليوم الخامس على التوالي، وبيان أنصار السنة يصدم السوريين


أعلن وزير الطوارئ السوري رائد الصالح إن فرق الإطفاء لا تزال لليوم الخامس تكافح لإخماد حرائق الغابات في محافظة اللاذقية. وأضاف الوزير الصالح، في تغريدة على حسابه في منصة “اكس” ، إن فرق إطفاء تركية وأردنية تشاركان في الإخماد، وبدعم جوي من الطائرات السورية والتركية الأردنية واللبنانية.
حرائق متسارعة التهمت الغطاء الأخضر في الساحل السوري. عشرات البؤر اشتعلت في وقت واحد، في جبال التركمان، وزنزف، وجبال القرداحة، تمتد الحرائق على مدى البصر. أكثر من عشرين نقطة اشتعال متزامنة، في عمق ريف اللاذقية، تترك وراءها رمادًا، ورعبًا، وغموضًا.
كما صدم السكان من تبنى فصيل "سرايا أنصار السنة" إشعال حريق قَسْطَل معاف، الذي يُعتبر الأخطر من بين عشرين حريقاً تقريباً، ضربت المنطقة في ظروف مناخية غير ملائمة تماماً، وفقاً لرأي خبراء.
وقال التنظيم، في بيان نشرته مؤسسة "دابق" الإعلامية ذراع الفصيل الإعلامية إنه "بعون الله تعالى، أحرق مجاهدو سرايا أنصار السنة غابات القسطل بريف اللاذقية يوم 8 محرم، مما أدى إلى تمدد الحرائق إلى مناطق أخرى، ونزوح النصيرية من منازلهم، وتعريض عدد منهم للاختناق، وللّه الحمد".
وبالتزامن مع البيان، جدّدت معرفات "سرايا أنصار السنة" على "تلغرام" نشر فتوى تُبيح تخريب الاقتصاد وإحراق ممتلكات من وصفتهم "المشركين والكفار". وعلى الرغم من أن هذه الفتوى صدرت عن "المفتي العام" للتنظيم أبو الفتح الشامي في شهر نيسان/أبريل الماضي، فقد أعاد التنظيم نشرها الاحد، تأكيداً على "شرعية" إحراق غابات القسطل.
فرق الدفاع المدني، بمساعدة فرق تركية وصلت متأخرة بسبب حرائق على الجبهة المقابلة، انضمت لها فرق أردنية لاحقا، تحاول احتواء النيران وسط تضاريس جبلية وذخائر قديمة غير منفجرة من سنوات الحرب.
الخسائر الزراعية هائلة. الزيتون، الحمضيات، التبغ، وحتى منازل المواطنين لم تسلم. وتقديرات أولية تتحدث عن آلاف الدونمات المحترقة، ونفوق حيوانات مهددة بالانقراض.
لكن التوقيت لا يقل أهمية عن الموقع، فالحرائق جاءت بعد سبعة اشهر فقط من سقوط النظام السياسي في دمشق وما رافقه من إعادة توزيع النفوذ وتضارب المشاريع الدولية والمحلية داخل الجغرافيا السورية.
المنطقة التي تحترق اليوم، ليست فقط غابات... بل مناطق حدودية شهدت عبر العقود مخططات أمنية وتاريخًا طويلًا من التنافس الجيوسياسي.
وفي الخلفية، مشهد آخر من حرائق غير مرئية: عمليات قتل وخطف وتصفيات بدأت تتصاعد بصمت في القرى المحيطة، ما جعل السكان يصفون الوضع بأنه "دخان خانق... بلا لهب".