- i24NEWS
- تحليلات وأراء
- خاص: صوم اللاعبين في أوروبا .. الدين أولا أم مصلحة الفريق !
خاص: صوم اللاعبين في أوروبا .. الدين أولا أم مصلحة الفريق !
على ضوء حلول شهر رمضان المبارك، يخوض التحليل بتعامل النوادي الأوروبية مع صيام لاعبيهم المسلمين في شهر رمضان المبارك
ككل رمضان يتجدد النقاش في بطولات كرة القدم الأوروبية والمنتخبات الوطنية الأوروبية حول اللاعبين المسلمين الذين يصومون أثناء التدريبات وخلال المباريات. وبينما تطالب بعض الأندية من اللاعبين تأجيل أيام صيامهم خارج الدورات التدريبية والمباريات الحاسمة، تتأقلم أخرى مع الوضع. ففي أوروبا تصل مدة الصوم إلى 17 ساعة، ما يؤثر في نظر الكثيرين على صحة وأداء اللاعبين الصائمين. رغم ذلك يتمسك غالبية اللاعبين بالصوم.
ليكيب: "استبعاد لاعب من المنتخب الفرنسي بسبب الصوم"
وقبل ذلك بأسبوع كتبت صحيفة ليكيب الفرنسية يوم 19 25 مارس / آذار 2024 أنه تم استجواب أحد اللاعبين حول نواياه فيما يتعلق بشهر رمضان خلال تجمع للمنتخب الفرنسي، وتفاجأت بعدم استدعائه هذا الشهر. وفقًا لمستشار اللاعب الدولي المعني، فقد تم إخباره بوجود "منع الصيام" في التعليمات الجديدة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
ونفى رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فيليب ديالو، فكرة منع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم صيام شهر رمضان ضمن الاختيارات. وقال في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" بتاريخ 20 مارس / آذار 2024 انه "عندما يتم اختيار اللاعبين للمنتخب الفرنسي، لا أسألهم عن ديانتهم". لكنه شدد في نفس الوقت أنه "لا يمكن أن يكون هناك تعديل لجداولنا الزمنية من أجل ممارسة دينية مهما كانت".
تذمر وسط اللاعبين الصائمين والجماهير المسلمة
في العام الماضي بالفعل، أكد إريك بورغيني، عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم الفرنسي ورئيس لجنة التحكيم الفيدرالية، موقف احترام العلمانية من قبل الاتحاد: “الفكرة هي أن هناك وقت لكل شيء. وأوضح أنه وقت لممارسة الرياضة، ووقت لممارسة دينك". وقوبل القرار وقتها بانتقادات كبيرة من الكثير من المشجعين خصوصا المسلمين وأيضا بعض اللاعبين. وعلق ديمبا با لاعب تشيلسي والمنتخب السنغالي سابقا على تصريحات عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم الفرنسي عبر موقع X بالقول "إنك تحرمهم من التسهيلات في نمط الحياة الذي اختاروه... أنت تريد منع اللاعب من أن يكون مسلماً".
وترى بعض الأصوات المنتقدة لعدم سماح بعض الأندية الفرنسية للاعبين المسلمين بالصوم بأنه قرار سياسي خصوصا بعض تبني قانون "تعزيز العلمانية ومبادئ الجمهورية" عام 2020.
حكام المباريات البريطانيين يتعاطفون مع الصائمين
عكس فرنسا ففي جارتها الشمالية بريطانيا سمحت منظمات الحكام في العام الماضي خلال بطولة بإيقاف المباراة عند غروب الشمس من أجل السماح للاعبين المتدربين بالإفطار. ولا يزال الكثيرون في بريطانيا وخارجها يتذكرون رمضان عام 2021 خلال لقاء بين ليستر سيتي وكريستال بالاس. وسمح الحكم للاعب ويسلي فوفانا بشرب الماء خلال توقف اللعب في الدقيقة 34. ووصف حينها لاعب كرة القدم الفرنسي لموقع "فوت ميركاتو": "إنها أفضل لحظة في حياتي، لأنني لم أتوقع هذه اللفتة".
وقبل رمضان زار اتحاد اللاعبين المحترفين في بريطانيا الأندية الكروية، حيث نظم ورش عمل توعوية مخصصة لمساعدة المدربين على دعم اللاعبين أثناء صيامهم خلال رمضان.
الأندية الألمانية تتأقلم مع الصائمين
في ألمانيا صار مشهد توقف المباريات لوقت قصير لحظة غروب الشمس مشهدا مألوفا في الكثير من المباريات، حتى يتمكن الصائمون من كسر صيامهم. في إحدى المباريات مثلا سأل مدافع نادي لايبزيغ محمد سيماكان الحكم قبل إحدى المباريات عما إذا كان يمكنه الشرب بعد غروب الشمس، ووافق الحكم وانتظر حتى توقفت المباراة وأبلغه بذلك، وفقا لصحيفة "دير فيستن" بتاريخ 25 مارس / آذار 2024.
وتسعى بعض الأندية الألمانية كنادي شالكه للتأقلم مع شهر رمضان احتراما للاعبين المسلمين الذين يصومون. ولجأ النادي – حسب صحيفة "دير فيستن" - إلى أحد خبراء التغذية بهدف “تزويد اللاعبين بأكبر قدر ممكن من المعلومات حول كيفية المساعدة في الحفاظ على أدائهم في رمضان وخيارات الطعام المناسبة خلال الصوم". ويحرص النادي على إعداد وجبات خاصة وقت الإفطار للاعبين الصائمين لما يكون النادي مسافرا لإجراء مباريات خارج ملعبه.
وبدورها تستعين إدارة نادي إشبيلية الاسباني اختصاصي تغذية من أجل المغربي يوسف النصيري، والتونسي حنبعل المجبري، والفرنسي بوباكاري سوماري، والبلجيكي عدنان يانوزاي.
وفي مباريات أخرى تظاهر لاعبون غير مسلمين بالإصابة وقت الغروب حتى يتمكن زملاؤهم الصائمون من كسر الصيام. ففي العام الماضي ادعى لوكاس رانييري لاعب فيورنتينا الإصابة لمنح فرصة كسر الصيام للاعب المغربي سفيان أمرابط خلال المباراة التي جمعت ناديهما بنادي إنتر ميلان في الدوري الإيطالي.
لكن الآراء ستبقى منقسمة بين من يصر على فصل الصوم عن كرة القدم وبين يرى أن الالتزام بالواجبات الدينية وعلى رأسها الصوم أولى.