خاص|| بعد إعلان استقلال القبايل، فرحات مهني "كل الدول التي تربطها بنا مصالح ستعترف بنا"

أعلنت حركة تقرير المصير في منطقة القبائل (الماك) يوم السبت 20 أبريل/ نسيان عن استقلالها عن الجزائر. جاء ذلك على لسان رئيس الحركة، فرحات مهني، أمام مقر الأمم المتحدة. وتسعى هذه الحركة منذ عقود إلى الاستقلال بدعم من حكومات المنفى، خصوصا في فرنسا، حيث تجد دعما دوليا وتعبئة دولية لدعم قضيتها. في هذا الحوار الحصري مع I24News، يكشف فرحات مهني، رئيس "حركة تقرير مصير منطقة القبائل" و"حكومة القبائل المؤقتة في المنفى" عن ردود الفعل بعد إعلان استقلال القبايل من طرف واحد والخطوات القادمة.

I24News هل تلقيتم ردود فعل من دول معينة بعد إعلانكم؟

فرحات مهني: إعلان استقلال دولة القبايل يعتبر حدثا كبيرا في منطقة القبايل والساحة الجيوسياسية المحيطة بها. يمثل هذا الإعلان إعادة تعريف للديناميات الإقليمية على المدى الطويل. بالنسبة لشعب القبائل، يمثل هذا الإعلان فجر يوم جديد، بينما تعتبره الجزائر، التي كانت تحت الاستعمار منذ ولادتها، خطأ. نظرا للتعقيدات الخاصة بمصالح دولتنا، فإن الاعتراف بالقبايل قد يتطلب بعض الوقت. لكننا لسنا في سباق مع الزمن، وكل الدول التي ترتبط مصالحها بمنطقة القبائل ستعترف بوجودها في النهاية.

 I24News هل تلقيتم أي ردود من الدول بعد الإعلان؟

فرحات مهني: قمنا ببعث رسائل إلى العديد من الدول لإعلامها بالحدث التاريخي ودعوتها لتقييم الفوائد التي يمكن أن تجنيها من الإعتراف بنا. ونحن نعتبر الحياد الأولي من جانب تلك الدول لرسائلنا هو بالفعل حسن النية تجاهنا. 

I24News أنتم أيضًا تسعون لفتح تمثيليات في الخارج، أين تخططون لفتحها ولماذا؟

فرحات مهني: فتح الممثليات الدبلوماسية الرسمية لدولة القبايل سيعزز الاعتراف بدولتنا، وهذه المرحلة الأخيرة في عملية تأكيد وجودنا بالنسبة للدول الأخرى. في الوقت الحالي، نحن نخطط لعملية دبلوماسية شاملة لإجراء اتصالات سرية أو رسمية مع المجتمع الدولي، وهذا التواصل يمكن أن يكون خطوة حاسمة نحو تحقيق أهدافنا. وللتوضيح، فإن نهضة الدولة لا تعني تلقائيًا إعلان استقلال شعبها، بل يتطلب ذلك إرادة الشعب وتفاعله. والدولة المعنية هي شريك يمكن التفاوض معه، وقد قُدِّمت هذه الفرصة للجزائر للتفاوض بشأن شروط ومواعيد الاستفتاء لتقرير مصير القبائل. بعد 62 عامًا من مشكلة القبايل فيما بعد الاستعمار، نحن نسعى لتسهيل هذه العملية من خلال تقديم ممثل للسلام والاعتراف المتبادل.

من ناحية أخرى، إذا كانت الجزائر تعتقد أن العنف هو الحل الوحيد، فسنضطر لإعلان استقلال منطقة القبائل من جانب واحد في عام 2025، مما سيغلق الباب رسميًا أمام إجراء استفتاء لتقرير المصير. ونحن نفضل التفاوض والحوار كوسيلة لحل الخلافات.

I24News أنت تعيش في المنفى، كيف تتعامل معك الدولة الفرنسية، علما أنها تسعى لتجنب أي توتر مع الجزائر؟

فرحات مهني: فيما يتعلق بتعامل الدولة الفرنسية معي، فقد منحتني فرنسا وضع اللاجئ السياسي وفقًا لاتفاقيات جنيف. نحن نلتزم بقوانين الجمهورية ونتصرف بجدية ونظامية. لم يتم الإبلاغ عن أي تجاوز حتى الآن خلال مسيراتنا أو اجتماعاتنا، ونلتزم بأقصى درجات العمل ضمن القانون والشرعية. يجب على الجزائر أن تواجه الحقائق، فالديمقراطيات لم تعد تقبل انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الديكتاتوريات. نحن مؤمنون بأن منطقة القبايل المستقلة ستكون صديقة لفرنسا وكل الدول المجاورة.