- i24NEWS
- تحليلات وأراء
- لا حاجة لمعاملة خاصة: نهج أمريكي جديد تجاه إسرائيل
لا حاجة لمعاملة خاصة: نهج أمريكي جديد تجاه إسرائيل
نائب الرئيس الأمريكي فانس، الذي صرّح في السابق بأن "معاداة إسرائيل ليست معاداة للسامية"، يطرح الآن سؤالاً مقلقاً لإسرائيل: هل من الشرعي النقاش حول ما إذا كان يجب مساعدة إسرائيل أم لا؟ • تحليل

قبل عدة أيام، غرّد نائب الرئيس الأمريكي، جي. دي. فانس، قائلاً إن "معاداة إسرائيل ليست معاداة للسامية". الآن، يطرح حجة إضافية من المفترض أن تثير القلق في إسرائيل. فانس، الذي قد يصبح رئيس الولايات المتحدة خلال عدة سنوات، يعرض نهجاً جديداً وواقعياً تجاه العلاقات مع إسرائيل.
أولاً، يشير إلى أن الدعم لإسرائيل لا يزال واسعاً: 99٪ من الجمهوريين و97٪ من الديمقراطيين يحبون إسرائيل. لكن النقطة المركزية في كلامه هي أمر آخر: فانْس يدّعي أنه من الشرعي تماماً النقاش حول ما إذا كان ينبغي دعم إسرائيل أم لا.
هنا تكمن المشكلة الكبرى لإسرائيل. حتى الآن، كان الخطاب السياسي في الولايات المتحدة يميز بين النقد المشروع لإسرائيل والمعاداة الصريحة لها وللسامية. كنا نعرف أعداءنا. إلا أن الاتجاه الجديد الذي نتعرض له، والذي يُعدّ شوانز أحد أبرز مظاهره، هو التعامل مع إسرائيل دون "النزعة اليديشية" - أي التعامل معها كدولة مهمة ربما، ولكن ليس كدولة تستحق معاملة خاصة، وبالتأكيد ليس كدولة تتطلب دعماً تلقائياً.
هذا النهج، الذي بدأ في الحزب الديمقراطي وبدأ الآن ينتقل أيضًا إلى الحزب الجمهوري، يرى في إسرائيل واحدة من بين 200 دولة في العالم.
لماذا تحتاج الولايات المتحدة لهذا الصداع؟
وفقًا لهذا التصوّر، ليست هناك أيّة سبب يدعو الولايات المتحدة إلى أن يكون لها موقف خاص تجاهها. فلا ينبغي لها أن تتخاصم معها، ولكنها أيضًا ليست بحاجة إلى تقديم المساعدة أو الحماية الخاصة لها.
السؤال الذي يطرحه شوانس هو في الواقع: لماذا على الولايات المتحدة أن تتعامل مع دولة "تهاجم كل يوم دولة عربية أخرى"؟ لماذا تحتاج إلى "وجع الرأس هذا"؟
هذه تطوّر مقلق، يُشير إلى تغيير عميق في نظرة جزء متزايد من المؤسسة السياسية الأمريكية تجاه إسرائيل. لم يعد الأمر يتعلق بالكراهية، بل بلامبالاة براغماتية. هذا التوجّه يقول: "ليس أننا نكرهكم، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه ينبغي أن نمنحكم معاملة خاصة".
بالنسبة لإسرائيل، التي يعتمد أمنها إلى حد كبير على تلك العلاقات الخاصة، فهذه بمثابة جرس إنذار.
