نيوتن، اشهر عالم في التاريخ، كان متصوفا تنبأ بنهاية العالم!
آلاف المخطوطات التي تكشف عن الجانب المجهول من حياة نيوتن، تصل الى المكتبة القومية في اسرائيل
الصراع بين العلم والدين ما زال قائما منذ ان رفع الانسان الأول عيونه الى السماء، بينما بقي جاره ملتزما بمخطوطته. أحيانا، يندمج هذان العالمان معا، وفي حالة واحدة فقط اجتمع هذا العالمان معاً في شخص يعتبره الكثيرون أنه أكبر عالم عرفته البشرية.
السير إسحاق نيوتن معروف بأنه العالم الذي سبق عصره والذي يعتبر أبا قانون الجاذبية. لكن مجموعة من مخطوطاته محفوظة في المكتبة القومية الإسرائيل تكشف وجهاً جديداً للعالم البريطاني الذي عاش في القرن السابع عشر، وجهه الذي ليس معروفاً فقط لعامة الشعب، وإنما مفاجئ الى حد ما. نقدم اليكم إسحاق نيوتن المتصوف.
في الأسبوع الثاني من شهر شباط/فبراير، أضافت منظمة "اليونيسكو" نحو 7500 مخطوطة من كتابات نيوتن اللاهوتية لمشروع "ذكرى العالم" المرموق. هذه الكتابات لم تنشر أبداً، تقول الدكتورة ميلكا ليفي روبن، المسؤولة عن المجموعة الإنسانية في المكتبة القومية في إسرائيل، في حديث مع قناة i24news.
"حافظ عليهم كسر لأنه كان مسيحياً مؤمناً وكان يخشى من انه في حال رأي الناس هذه المخطوطات لاعتبروه مهرطقاً"، تشرح روبين.
المخطوطات محفوظة في ظروف خاصة داخل المكتبة، مقفلة داخل خزينة خاصة مع معدات للحفاظ على المستويات الصحيحة من الرطوبة من أجل عدم المس بجودة الورق. هذه المخطوطات تعطي لمحة مثيرة في ثنايا عقل نيوتن، الذي استخدم العلم لدراسة الانجيل.
في إحدى الصفحات المكتوبة بخط اليد، يحاول نيوتن قياس مساحة الهيكل اليهودي التوراتي عن طريق استخدام نصوص توراتية مثل سفر دانيال. تظهر هذه المخطوطات أيضاً ان إسحاق نيوتن كان صوفي، أو على الأقل معجب بالتصوف.
في إحدى الصفحات، يستخدم نصوصاً من العهد القديم ليحسب ان نهاية العالم لن تحدث قبل العام 2060. لكن هذا ليس توقعاً مقلقاً كما يبدو، لأن الخبراء يقولون ان نيوتن رأى بهذا التاريخ بداية عهد جديد وليس دمار العالم.
"هدفه الأول كان فهم التاريخ بحسب الكتابات المقدسة. وكان يعتقد انه في حال درس هذه الكتابات بشكل عميق بما فيه الكفاية، سيتوصل لاستنتاجات حول التاريخ ونهاية التاريخ"، تنوه روبن.
عاش نيوتن في وقت حاول فيه الكثيرون توقع نهاية العالم. في هذا السياق، يمثل نيوتن التفكير العقلاني لتلك الفترة بقوله انه ما يدعى بـ"يوم الدينونة" سيحدث بعد أكثر من 300 عام من فترته الزمنية، وليس قبل.
توقع آخر مثير للاهتمام الموجود في مخطوطات نيوتن يتعلق بعودة اليهود من الشتات الى أرض إسرائيل – حدث الذي تم بعد أكثر من 200 عام على موته. وبحسب روبن، فإن العالم الكبير كان "من أول الانجيليين".
وقد سبق نيوتن عصره حتى في تطلعه الديني بكونه قريباً من الكنيسة الانجيلية، والتي أصبحت شعبية فقط بعد وفاته وكان لديها رؤية مختلفة عن رؤية الكنيسة الأنغليكانية السائدة ذات رؤيتها التقليدية والتي رأت في تلك الفترة أنه حكم على اليهود التنقل في أرجاء الأرض، رمزاً لانتصار المسيحية على اليهودية.
لكن نيوتن، بحسب روبن، بنى فرضياته على أساس الكتب المقدسة: "كان مخلصاً للكتابات المقدسة وفي كل من العهد القديم والجديد مذكور ان اليهود سيعودون الى إسرائيل".
ما للمكتبة القومية في إسرائيل وهذه المخطوطات الثمينة؟ بحسب روبن فإن غالبية أعمال نيوتن قد قدمت لجامعة كامبريدج. لكن الجامعة لم تكن معنية بالمخطوطات اللاهوتية. وبقيت في عهدة عائلة نيوتن لعقود طويلة، حتى تم عرضها في مزاد علني في 1936.
جامعون معروفون – ابراهام شالوم يهودا والاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينز، حاولا الحصول على هذه المخطوطات، وفي نهاية المطاف تعاونا معاً وتبادلا بعض المخطوطات التي نشروها. شالوم يهودا، كاتب وخبير لغوي، تبرع بالكتابات النادرة للمكتبة القومية في إسرائيل.
على مر التاريخ، كان العلم والايمان في تصادم مستمر، لكن قضية إسحاق نيوتن مختلفة تماماً. الرجل الذي فتح الأبواب للثورة العلمية كان على ما يبدو متلهفاً لاستكشاف العالم الروحاني.
الكاتب: أوري شابيرا هو مراسل في قناة i24news