من هنا انطلق بطرس: العثور على مدينة "بيت صيدا" التاريخية شمال بحيرة طبريا
خمس من الرسل أتباع السيد المسيح ينحدرون من هذه المدينة التاريخية وعلى رأسهم بطرس الرسول مبشّر المسيحية في روما
عثر علماء الآثار في إسرائيل عن آثار يرجح أنها لمدينة "بيت صيدا" التاريخية الانجيلية التي ينحدر منها خمس من رسل السيد المسيح الإثنا عشر، وعلى رأسهم الرسول بطرس (سمعان).
وعثر العلماء على الآثار في المحمية الطبيعية المجرسة - شمال شرق بحيرة طبريا. ومن بين ما عثروا عليه في هذا الموقع، فسيفساء قرب عواميد أحد الجدران التي تشير الى وجود مغطس للمياه في الموقع. مؤكدين أن هذا إن دل على شيء فهو على وجود مدينة، لن المغاطس لم تكن قائمة في القرى الصغيرة في العهد الروماني، ولذلك يقدرون أنه في هذا الموقع توجد آثار مدينة "يولياس" بحسب التسمية الرومانية، وهي "بيت صيدا" المذكورة في الإنجيل والتي يتحدر منها كل من أندراوس وشقيقه سمعان بطرس، وفيلبس، ويعقوب بن زبدي وشقيقه يوحنا بن زبدي.
كما عثر علماء الآثار على أدوات وأواني طينية وسيراميك اضافة الى عملات معدنية تمت تأريخها الى ما بين القرن الأول وحتى القرن التاسع للميلاد، وهو العهد الذي سيطرت فيه الامبراطورية الرومانية على المنطقة.
ويقوم معهد علوم الآثار الجليلية بإدارة د. مردخاي أفيعام، والأستاذ دكتور ستيف نوتلي - مدير الحفريات الأكادييم من جامعة "ناياك" المسيحية في نيويورك.
وتشير المصادر التاريخية، وبالأخص المؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس الذي كتب عن تلك الحقبة التاريخية الى أن الملك هيرودس فيلبوس (نجل الملك هيرودس الكبير) والذي كان الملك اليهودي الموالي لروما في الجليل، أسس مدينة جديدة قرب قرية "بيت صيدا": "وفيليبوس.. منح قرية بيت صيدا الواقعة على بحرية غينوسار، مكانة مدينة بسبب كثرة عدد سكانها وكافة مواطنيها، وأسماها يولياس كنية بيوليا ابنة القيصر".
ويؤكد د. لإيعام "لم تكن هذه الطبقة معروفة لنا في الموقع، وأكثر من ذلك، ادعى باحثون أن الموقع كان مأهولا فقط في الحقبة البيزنطية ولذلك لم يكن الموقع مرجحا لأن يكون الموقع التاريخي لمدينة يولياس أو بيت صيدا".
وأضاف أن أدلة أخرى تشير الى أن هذا الموقع المذكور بالانجيل، هو أن باحثين من ذاك العهد ادعوا أن منسوب المياه في بحيرة طبريا كان في ذاك الوقت 209 أمتار تحت سطح البحر، واليوم عثرنا على الآثار بمستوى 212 مترا تحت سطح البحر، "لذلك سيتم العثور على مدينة بيت صيدا في متنزه الأردن دون شك".
وتشير الدلائل التاريخية الى أنه بعد القرن الثالث ميلادي كف الاستيطان في الموقع، ويرجح العلماء ذلك بسبب فيضان كبير في نهر الأردن الذي أدى الى سيل وجرف ترابي تسبب بإغراق المدينة تحت الوحل.
وعثرت البعثة الأثرية على أكثر من 30 عملة معدنية في الموقع تحت المنازل، كلها تعود الى القرن الخامس الميلادي.
بمساهمة (صحيفة هآرتس)