حجر رشيد يروي بثلاث لغات تفاصيل معركة فاصلة خاضها المصريون القدماء قبل 2200 سنة
مدن وسط دلتا لعبت دورا رئيسيا في التمرد العظيم الذي فجره السكان المصريون الأصليون بعد أن سئموا العيش كمواطنين من الدرجة الثانية بينما ازدهرت السلالة المقدونية
نقبت حفريات الأثريين عام 2009 في موقع تل التيماي أو تل الربع شرق دلتا النيل الذي احتضن مدينة ثمويس، في إطار مشروع يهدف إلى تعميق المعرفة بالمدينة والدور الذي لعبته في مصر القديمة، ونشرت النتائج في مجلة علم الآثار الميدانية. وبالرغم من الكشف حينذاك عن وقوع معركة مدمرة، بقيت التفاصيل مجهولة. خلال العقد التالي، تم الكشف عن بقايا العديد من المباني التي سويت بالأرض بعد حرقها، وبقايا عظام بشرية لم تُدفن وعليها آثار عنف نتيجة المعارك التي دارت في ذلك الوقت، بالإضافة إلى بقايا أسلحة قديمة مثل أحجار الليسترة ومجموعة متنوعة من العملات المعدنية وتمثال للملكة أرسينوي الثانية ابنة بطليموس الأول.
وفي دراسة لاحقة، توصل العلماء بالاعتماد على بعض اللقيات في الموقع، بما في ذلك تاريخ سك العملات وفحص أجزاء من الفخار التي تم تحضيرها في مجمع من الأفران ومصممة بطريقة يرجع الباحثون تاريخها الى المملكة البطلمية – إلى تحديد الفترة الزمنية التي وقعت فيها المعركة التي استمرت من 207 قبل الميلاد إلى 184 قبل الميلاد.
حجر رشيد عبارة عن موسوعة تروي تفاصيل الصراعات والحروب وبضمنها رواية الصراع بين الإغريق والمصريين لم تعرف قبلا إلا من خلال المصادر اليونانية وأجزاء من الأدلة مثل الكتابة على الجدران.
وبحسب مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، فإن مدن وسط دلتا لعبت دورا رئيسيا في التمرد العظيم الذي فجره السكان المصريون الأصليون بعد أن سئموا العيش كمواطنين من الدرجة الثانية بينما ازدهرت السلالة المقدونية والإمبرياليون الهلنستيون على حسابهم.