درنة تتكبد الجزء الأعظم من الخسائر جراء إعصار دانيال والدبيبة يأمر بفتح تحقيق
بسبب انهيار السدين غمرت المياه مدينة درنة دون أن تترك أملا بالنجاة، فيما قالت الأمم المتحدة "كان من الممكن تفادي مقتل "معظم" الضحايا جراء الفيضانات"
صرح رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي، الأربعاء، إن عدد قتلى الفيضانات الكارثية جراء إعصار دانيال قد يصل إلى ما بين 18 ألفا و20 ألفا استنادا إلى عدد المناطق المدمرة. وفي أحدث تصريح للأمم المتحدة يخص ليبيا جاء أنه "كان من الممكن تفادي مقتل "معظم" الضحايا جراء الفيضانات".
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت وزارة الداخلية في حكومة شرق ليبيا إن الجيش أخلى مدينة درنة من جميع سكانها والصحافيين لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ.
الأحد، اجتاح الإعصار المتوسطي “دانيال” عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة ودرنة، مخلفا آلاف القتلى والمفقودين أغلبهم في درنة.
وأوضح عبد الوكيل أن المستشفيات الحكومية في المناطق المتضررة شبه معطلة، وأن العمل يتم الآن على تشغيل 10 مستشفيات موزعة على عدة مدن ومناطق لكي يتم توفير الأطقم الطبية لها، وكذلك سيتم توزيع 20 مركزا لتوفير الرعاية الصحية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة شرق ليبيا، طارق الخراز، إن “عدد الجثث التي دفنت في مدينة درنة شرقي البلاد بلغ 2090 جثة، منها 1100 جثة دفنت دون التعرف على أصحابها. واكتسحت العاصفة ضحايا من غير الليبيين، ويعرف حتى الآن عن “35 مفقودا من الجنسية المصرية“، و“دفن151 جثة من الجنسية السودانية في درنة”.
من جانبه، صرح رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في وقت سابق إن “الكارثة أكبر من قدرة ليبيا ونطالب الدول الصديقة بالمساعدة العاجلة”.
وبالفعل أرسلت تركيا مساعدات طبية جديدة شملت مستشفيين ميدانيين وطواقم طبية إضافية إلى ليبيا التي شهدت فيضانات غير مسبوقة، ومن جانبهم أرسل الكويتيون الى ليبيا الخميس الطائرة الثانية ضمن جسر جوي يحمل مساعدات إنسانية للبلد المنكوب، جراء تغيرات مناخية حذر الخبراء من تداعياتها لا سيما على العالم الثالث والدول الفقيرة.
كما أكدت كل من الجزائر وتونس تجهيز فرق بحث وإنقاذ بغرض التوجه إلى الجارة ليبيا للمشاركة في دعم جهودها للتغلب على الخسائر الناجمة عن الإعصار المتوسطي "دانيال" الذي ضرب عدة مناطق شرقي البلاد.
ومع تكشف حجم الدمار الذي لحق بمدينة درنة، أمر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة الأربعاء بفتح تحقيق عاجل في أسباب انهيار السدين في درنة ما ضاعف قوة الدمار الذي حل بالمدينة وأودى بحياة الآلاف. فبسبب انهيار السدين في الوادي الذي يعد المكان الوحيد الذي تجتمع فيه المياه المنحدرة من كافة وديان الجبل الأخضر الليبي بشرق البلاد، كان غالبية من لقوا مصرعهم من درنة، وفق النشر في موقع القدس العربي.
وتقع “جميع مناطق شرق ليبيا عدا بنغازي بمحاذاة أو وسط الجبل الأخضر الضخم، إلا أن نصف درنة يقع تحت مجرى الوادي، وهو السبب في ارتفاع حجم الأضرار البشرية والمادية في المدينة، وفق ما قال المؤرخ الليبي فرج داود الدرناوي.
وأسهب المؤرخ أنه بعد امتلاء وادي درنة بمياه الأمطار الغزيرة انهار سد البلاد وسد سيدي بو منصور وكانا الضامن الوحيد لاحتباس مياه السيول المنحدرة من أعالي مناطق الجبل فكانت الكارثة المحققة".