تقرير: "الجزائر عارضت تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا، قبل أن تنتقل إلى دعم جبهة البوليساريو"
"الصحراء لها أهمية استرايتيجة كبيرة بالنسبة للمغرب، لإن قيام جمهورية صحراوية تحت سيطرة الجزائر سيجعل المغرب محاصرا ومنفصلا عن موريتانيا التي له علاقة جيدة مع نظامها"
كشفت وثيقة سرية للاستخبارات الأمريكية تعود لمكتب الاستخبارات والبحث "INR"، عن "الدور الجزائري فينزاع الصحراء والأهداف الحقيقية التي تقف وراء افتعاله من طرف الجزائر، بخلاف ما تدعيه الأخيرة حول تقرير المصير"وتباعت"الجزائر كانت تعارض في البداية تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا، قبل أن تنتقل إلى دعم جبهة البوليساريو، وتحولها كذراع ووكيل لها في المنطقة".
وتشير الوثيقة إلى أن "الصحراء كانت جزءا من السلطة التي كانت تحكم المغرب، وأن هناك روابط ثقافية وتاريخية ودينية تربطها بالمملكة المغربية".وتشير الوثيقة إلى أن "المغرب يعتبر الصحراء قضية وطنية لا يُمكن التفريط فيها، لأنها أسست نوعا من الوحدة الوطنية، بعدما كانت البلاد مهددة بالانقلابات والاضطرابات، وبالتالي، فإن الحسن الثاني يرى في القضية أساس مهم لتعزيز استقرار نظامه واستقرار البلاد".
وتضيف الوثيقة الاستخباراتية، أن "المغرب يُعلن أنه يمتلك شرعية تاريخية ليس على الصحراء فقط، بل أيضا على موريتانيا وأجزاء من الجزائر"، مشيرة إلى أنه لم يتخل عن مطالبه بموريتانيا إلا مؤخرا (الوثيقة تتحدث عن 1975)، وبالتالي فإنه لن يتخلى عن المطالبة بالصحراء، لأنه -أي المغرب- يعتبر تشبثه بمنطقة الصحراء بمثابة تقليص للخسائر التي تعرض لها في العديد من أجزائه الترابية.
وتنتقل وثيقة الاستخبارات والبحث الأمريكية، للحديث عن الدور الجزائري في نزاع الصحراء، وتقول الوثيقة، إن "الجزائر تدعي فقط أن دعمها للبوليساريو هو بهدف الحصول على حقها في تقرير المصير، في حين أن الدافع الحقيقي هو رغبة التنافس مع المغرب والسيطرة في منطقة شمال غرب إفريقيا، حيث تسعى لتأسيس جمهورية صحراوية تكون تحت سيطرتها".
وتضيف الوثيقة، أن "إنشاء جمهورية صحراوية، سيحرم المغرب من العديد من الثروات الطبيعية وسيعطي منفذا للجزائر نحو المحيط الأطلسي"، مشيرة إلى أن "الرئيس الجزائري، الهواري بومدين، ينظر إلى مسألة ضم المغرب للصحراء، عرقلة أمام طموحات الجزائر في المنطقة".
وتقول الوثيقة، بأن "الصحراء لها أهمية استرايتيجة كبيرة بالنسبة للمغرب، لإن قيام جمهورية صحراوية تحت سيطرة الجزائر سيجعل المغرب محاصرا ومنفصلا عن موريتانيا التي له علاقة جيدة مع نظامها، وسيفصله عن باقي الدول الإفريقية"
وذكرت الوثيقة الاستخباراتية الأمريكية، أن "إنشاء الجمهورية الصحراوية، قد تتحول إلى ملاذ لمجموعة راديكالية تسعى لزعزعة نظام الحسن الثاني داخل المملكة المغربية"، مشيرة إلى أن "بعض المجموعات الراديكالية بدأت في ربط علاقات مع البوليساريو بالفعل"
ومن العوامل الأخرى التي يخشاها المغرب، هو فقدانه لثروة فوسفاطية تُعطيه الوسيلة لمواجهة المنافسة مع الجزائر التي تمتلك الغاز والبترول، وبالتالي بناء على كل ذلك، فإن المغرب لن يتنازل أبدا عن المطالبة بسيادته على الصحراء، وفق ما جاء في الوثيقة المعنية.
وتعود هذه الوثيقة إلى عام 1975، وقد تم رفع السرية عنها في عام 2012، قبل أن تصبح متاحة للعموم، حيث تتحدث بتفصيل عن صراع الصحراء والأطراف المعنية به،