تقرير: بريطانيا سعت لتمكين دحلان لضمان أمن إسرائيل في ذروة الانتفاضة الثانية
وبحسب وثائق رفعت عنها السرية مؤخرًا من مكتب رئيس الوزراء البريطاني فقد سعت بريطانيا إلى إقناع الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لتجميد النشاط الاستيطاني وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون
![i24NEWS](https://cdn.i24news.tv/upload/image/1352b9caa849f9325c12157cf9dfc47bc0e3c73e.png?width=36&height=36)
![في هذه الصورة الأرشيفية الملتقطة في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2006، يظهر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على اليسار، يرفع يده بعلامة V بينما ينظر زعيم فتح آنذاك، محمد دحلان، في مدينة رام الله بالضفة الغربية.](https://cdn.i24news.tv/upload/image/e816e4c6c925a51564abf632bfad9ed73cb21635.jpg?width=1000)
كشفت البي بي سي الأربعاء، عن وثائق بريطانية راهنت فيها لندن على محمد دحلان، المسؤول الأمني الفلسطيني في ذروة الانتفاضة الثانية والصراع على السلطة بين ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس وزرائه آنذاك أبو مازن قبل 20 عاما.
وبحسب وثائق رفعت عنها السرية مؤخرًا من مكتب رئيس الوزراء البريطاني فقد سعت بريطانيا إلى إقناع الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لتجميد النشاط الاستيطاني وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون. وتظهر الوثائق أن لندن طرحت فكرة "تفعيل دور دحلان" أثناء التحضير للقاء قمة بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن خلال شهر يوليو/تموز 2003.
ووسط التنسيق مع الولايات المتحدة أكدت بريطانيا استعدادها لمساعدة السلطة الفلسطينية في المجال الأمني الفلسطيني على ضوء تولي دحلان منصب وزير الدفاع في السلطة الفلسطينية علما أن عرفات كان حريصا على السيطرة الكاملة على الحقيبة الأمنية ليعزز موقعه في الصراع على السلطة مع محمود عباس. وأصر عرفات على إقالة دحلان من منصب وزير الداخلية بعد استقالته من رئاسة الأمن في غزة. وبعد وساطة مصرية وافق عرفات على تعيين دحلان في منصب وزير الشؤون الأمنية في السلطة الفلسطينية.
وهدفت بريطانيا من خلال مشروع الدعم الأمني المتمثل في بناء الشرطة المدنية إلى تمكين مكتب دحلان من العمل بفعالية. وطان دحلاث في ذلك الوقت معارضا لحركة حماس. واختير عضوا في فريق المفاوضات الفلسطيني المتعلقة بما بعد اتفاق أوسلو ثم قاد فريق التفاوض عام 1995 في محاولة للتخطيط لترتيبات الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
وفي 2003 وعلى ضوء رفض إسرائيل والولايات المتحدة التفاوض مع عرفات اضطر إلى قبول أبو مازن رئيسا للوزراء.
بعد وفاة عرفات دخل عباس رئاسة السلطة الفلسطينية وقبلها في نوفمبر 2004 تم تعيين دحلان مستشارا للأمن القومي واندلع الصراع بين الرجلين عام 2011 لتقوم بطرد الأخير اللجنة المركزية لحركة فتح على خلفية اتهامات مالية وجنائية فيما وصفها هو بالسياسية وغادر المنطقة ليستقر في الإمارات.
وترتبط الأمور بوضعنا الراهن من خلال إعلان بريطانيا مطلع الشهر الجاري عن وجود فريق دعم بريطاني أمريكي كندي عسكري في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، يعمل مع السلطة الفلسطينية منذ أكثر من عشر سنوات. وأشار جرانت شابس وزير الدفاع البريطاني إلى أن الفريق يساعد في إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية بين الفصائل الفلسطينية بقيادة حركة حماس وبين إسرائيل.