الدوري الفلسطيني يعتمد على نجوم العرب في إسرائيل
للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما، نادي شباب الخليل يحقق أول لقب له في بطولة الدوري الفلسطيني


للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما، حقق نادي شباب الخليل أول لقب له في بطولة الضفة الغربية، وهو نصر يعود في جزء كبير منه إلى خمسة لاعبين من نجوم العرب في إسرائيل. وأصبح الدوري الفلسطيني الناشئ جاذبا لعدد من لاعبي كرة القدم المحترفين من العرب في إسرائيل الذين يفضلون الاحتراف في صفوف انديته بحثا عن المزيد من المال والشهرة أو حتى التأكيد على انتمائهم الفلسطيني.
والعرب في إسرائيل أحفاد نحو 160 ألف فلسطيني لم يغادروا أراضيهم بعد قيام إسرائيل عام 1948. ويبلغ عددهم حاليا أكثر من 1,7 مليون نسمة أي 20% من مجموع السكان. وهم يشكون من التمييز، لا سيما في الوظائف والاسكان.
ويلعب المدافع هيثم ذيب (29 عاما)، وهو من بلدة مجد الكروم في شمال إسرائيل، في المنتخب الفلسطيني، وبدأ المشاركة في الدوري الفلسطيني منذ ثماني سنوات. بالنسبة إلى ذيب الذي تلقى تدريبه الكروي في رديف ناد هبوعيل حيفا في الدرجة العليا الإسرائيلية، "الأموال هنا في الدوري الفلسطيني تسمح للاعبين بالقدوم. ولو لعبت في الدوري الإسرائيلي، فلن أحصل على المبلغ نفسه".
ولعب ذيب في فرق عدة في الدرجة الثانية والعليا الإسرائيلية قبل انتقاله إلى الدوري الفلسطيني. ويشير ذيب الذي يعمل مدرسا في القدس إلى أن كرة القدم في الدوري الفلسطيني تسمح له بمواصلة عمله. ويتابع أن "الحضور الجماهيري الكبير في الملاعب الفلسطينية والاعلام المحلي عوامل تعطي شعورا بأنك لاعب محترف ولست في دوري للهواة".
وبالنسبة إلى الأندية، فإن اللاعبين مثل ذيب الذين تلقوا تدريبا في إسرائيل، هم الاختيار الأفضل للتوقيع معهم. ويقول مدرب فريق شباب الخليل خضر عبيد إن مدربي الاتحاد الفلسطيني أصبحوا يفضلون التوقيع مع لاعبين من العرب في إسرائيل لأنهم أفضل تأسيسا من نظرائهم الفلسطينيين. ويقول "يتم تأسيس اللاعبين بشكل صحيح وبطريقة تختلف عن اللاعبين هنا. هناك في إسرائيل، يعملون بشكل مهني وجدي معهم منذ الطفولة".
تنافس بين الاتحادين؟
ويؤكد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم أنه "على اطلاع على هذه المسألة"، ولكنه يرفض "التحدث عن ظاهرة لأن الأعداد ليست كبيرة". ويقول المسؤول عن الاعلام في الاتحاد الإسرائيلي ايتان دوتان إن "المسألة مرتبطة بالعرض والطلب"، مؤكدا أن الدافع وراء انضمام هؤلاء هو "اقتصادي" بحت.
وفي بداية عام 2016، انضم عبيدة أبو ربيع (26 عاما) إلى نادي شباب الخليل قادما من فريق في الدرجة الثانية في الدوري الإسرائيلي. ويقول أبو ربيع إن أحد الأسباب التي دفعته للعب في الدوري الفلسطيني هو التشجيع الذي حصل عليه من والده الذي يقضي حكما بالسجن داخل إسرائيل.
ويتابع "الاحتراف أفضل في إسرائيل ولكننا نتطور هنا، وأعتقد انه، في السنوات القادمة، سيصبح مستوى الدوري ممتازا وسيكون هناك احتراف على أفضل مستوى". ويرى الأمين العام لاتحاد كرة القدم الفلسطيني عبد المجيد حجة أن "مشاركة هؤلاء اللاعبين في الدوري الفلسطيني أعطى اضافة للدوري على اعتبار أن لديهم امكانات أعلى منحت الدوري الفلسطيني قوة اضافية".
وبحسب حجة، فإن اللاعبين القادمين من العرب في إسرائيل يعدون لاعبين "محليين وفق قرار الاتحاد الفلسطيني الصادر قبل ثماني سنوات". وأضاف "اللاعب من الداخل هو لاعب فلسطيني الأصل وله حق اللعب في الدوري الفلسطيني وفق قواعد وقوانين الفيفا".
وكان الاتحادان الفلسطيني والإسرائيلي تنازعا في عام 2012 إثر اندلاع مشكلة بسبب انتقال لاعب يدعى علي الخطيب إلى ناد إسرائيلي في حيفا، دون ابلاغ ناديه الفلسطيني في القدس بذلك.
وهدد الاتحادان بعضهما باللجوء إلى الفيفا ولكنهما لم يقوما بذلك. وبقي الخطيب يلعب في الدوري الإسرائيلي. ومن المشاكل الأخرى التي قد يواجهها لاعبو العرب في إسرائيل، عرقلة دخولهم إلى بعض الدول العربية.
والشهر الماضي، قررت لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي أن نادي الظاهرية خاسر لمباراته أمام الوحدة السوري، ضمن دور المجموعات من منافسات كاس الاتحاد الآسيوي التي لم تجر في آذار/مارس الماضي في لبنان.
وكانت بعثة الظاهرية وصلت في الخامس من آذار/مارس مطار بيروت اللبناني، إلا أنه وبسبب اشكاليات تتعلق بحيازة بعض اللاعبين (من العرب في إسرائيل) في فريق الظاهرية، على وثائق سفر إسرائيلية، أعيد أكثر من نصف البعثة واللاعبين إلى الاراضي الاردنية.