- i24NEWS
- الشرق الأوسط
- الرئيس اللبناني لن يطلب من الحكومة يوم الثلاثاء تولي المسؤولية مؤقتا
الرئيس اللبناني لن يطلب من الحكومة يوم الثلاثاء تولي المسؤولية مؤقتا
الحريري يعلن استقالته من منصب رئاسة الحكومة في لبنان
غمر الشعور بنشوة الانتصار المتظاهرين على امتداد لبنان بعدما اعتبروا أن صمودهم لنحو أسبوعين في الشارع أثمر استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، فاحتفلوا برقصات الدبكة التقليدية والمواكب السيارة وتوزيع الحلوى، لكن بعضهم يؤكد أن المعركة لم تنته بعد.
وفي طرابلس التي تعدّ خزان جمهور تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، احتفل المتظاهرون في ساحة النور كما في ضواحي هذه المدينة الواقعة في شمال لبنان، بالاستقالة معتبرين أنها انتصار كبير سجلته ثورتهم.
وجابت المواكب السّيارة أحياء المدينة داعيةً الناس للنزول إلى الشارع، لاسيما جمهور الحريري للانضمام إلى ثورتهم.
كما تبادل المتظاهرون التهاني ووزعوا الحلوى والقهوة والذرة على بعضهم البعض وهم يرفقونها بكلمة "مبروك".
وأشاد البعض بخطوة الحريري على اعتبار أنه استجاب لمطالب الشعب. وقام رجل كبيرٌ في السن بإلقاء التحية على أصدقائه مهنئًا بالقول: "لقد فعلها سعد الحريري وهزم حزب الله ورفع عنه الغطاء باستقالته".
ورفعت ثلاث فتيات لافتة كتب عليها "شكراً سعد الحريري" و"المناصب تأتي وتذهب المهم كرامة وسلامة الوطن"، في إشارة إلى جملة كان الحريري قالها أثناء إعلان استقالته.
وإلى جانب المظاهر الاحتفالية، واصل المتظاهرون برفع لافتات داعمة للثورة. وارتفعت الهتافات المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفي وقت سابق، قال مصدر بالرئاسة اللبنانية لوكالة "رويترز" إن الرئيس اللبناني ميشال عون يدرس خطاب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري وإنه لن يطلب من الحكومة الاستمرار في إدارة شؤون البلاد بصفة مؤقتة يوم الثلاثاء.
وأعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، استقالته من منصبه، استجابة لمطالب الشعب اللبناني خلال احتجاجاته في شوارع لبنان التي تجتاح البلاد منذ أكثر من أسبوعين.
وفي كلمة مباشرة وجهها إلى الشعب اللبناني، أوضح الحريري أن الاستقالة جاءت استجابة إلى مطالب الشعب، قائلا إنه سيتجه إلى قصر بعبدا الرئاسي من أجل تقديم الاستقالة إلى الرئيس، ميشال عون.
وأكد الحريري أن "المناصب تأتي وتذهب لكن المهم كرامة وسلامة البلد"، وختم: "ما في حدا أكبر من بلدو".
وقال الحريري "لكل الشركاء في الحياة السياسية، مسؤوليتنا اليوم هي كيف نحمي لبنان وننهض بالاقتصاد"، وأضاف: "هناك فرصة جدية يجب ألا تضيع، وأضع استقالتي بتصرف رئيس الجمهورية وكل اللبنانيين".
وأضاف "منذ 13 يوما والشعب اللبناني ينتظر قرارا بحل سياسي يوقف التدهور وانا حاولت طول هذه الفترة أن أجد مخرجا نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الامنية والاقتصادية والمعيشية"، مشيرًا الى انه وصل "الى طريق مسود وصار واجبا عمل صدمة كبيرة من أجل مواجهة الأزمة".
وفي وقت سابق، قال مصدر رسمي لبناني، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء سعد الحريري يتجه صوب الاستقالة، وسط الاحتجاجات المتصاعدة ضد حكومته منذ أيام. ومن المقرر أن يتوجه الحريري بكلمة إلى اللبنانيين بعد ظهر اليوم.
وافاد المصدر الرسمي بأن "الحريري يتجه نحو الاستقالة وهو ما قد يعلنه يوم الثلاثاء أو الأربعاء في الوقت الذي تسيطر فيه الاحتجاجات على البلاد للأسبوع الثاني".
فيما اقتحم أنصار ميليشيات حزب الله وحركة أمل، اليوم الثلاثاء، جسر الرينغ في العاصمة اللبنانية بيروت، مما اسفر عن ستة جرحى حيث يعتصم متظاهرون احتجاجا على عدم تحقيق مطالبهم، مما استدعى تدخل قوات الأمن للفصل بين المتظاهرين والعناصر الحزبية.
واوضحت مصادر إعلامية أن أنصار حزب الله وحركة أمل حاولوا فض اعتصام المتظاهرين على الجسر، مما أسفر عن وقوع مواجهات. وتدخلت قوات مكافحة الشغب للفصل بين الطرفين، لمنع تفاقم الأحداث، فيما اعتقلت قوات الأمن عددا من أنصار حزب الله.
وسبق لنصر الله أن حذر من مغبة دخول البلاد في حرب أهلية، قائلا إن "المظاهرات قد تؤدي إلى حرب أهلية"، رافضا دعوات متصاعدة مطالبة باستقالة الحكومة ورئيس البلاد. وكانت قد اندلعت مواجهات مماثلة الخميس المنصرم في نفس الموقع من وسط بيروت.
ومن جهة أخرى حاول المحتجون فتح جسر الرينغ وسط بيروت بالقوة، مما تسبب في وقوع تدافع بين المحتجين، اضطر قوات مكافحة الشغب للتدخل. وكان المحتجون قد عمدوا طوال 13 يوما إلى قطع الطرقات الرئيسية في مختلف المناطق، ما أدى إلى شلل في البلاد، وإقفال المؤسسات العامة والخاصة والمدارس والجامعات وغيرها.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن بعض المواطنين الرافضين لقطع الطرق أعربوا عن "احتجاجهم وامتعاضهم من عدم قدرتهم على الوصول إلى أعمالهم ومنعهم من تأمين لقمة عيشهم".
كما أعربوا عن "هواجسهم من مؤامرة على البلد، كما حصل في الدول المجاورة التي بدأ الحراك الشعبي فيها بشعارات سلمية ثم انتقلت من سلمية إلى حمل السلاح".
وأفادت الوكالة اللبنانية للإعلام بأن حشودا من المحتجين توافدت على منزل وزير الاتصالات محمد شقير في شارع الحمرا في العاصمة بيروت، للاعتصام أمامه.
وكان مقترح وزير الاتصالات فرض رسوم إضافية على مكالمات التطبيقات المجانية، أو ما عرف لاحقا بـ "ضريبة الواتساب"، سببا في اندلاع احتجاجات شعبية واسعة في أرجاء البلاد، لا تزال مستمرة منذ 13 يوما. وشدد المتظاهرون، على أن "التحرك سيشمل كل منازل الوزراء والمسؤولين في خطوة تصعيدية".
ويشهد لبنان موجة احتجاجات شعبية واسعة عمت أرجاء البلاد، تنديدا بالسياسات الحكومية التقشفية وتردي الأوضاع المعيشية التي أثقلت كاهل المواطن اللبناني.