دراسة: شرخ واسع في التعايش بين العرب واليهود في إسرائيل

لم يكن حلم التعايش العربي اليهودي المشترك في إسرائيل قد سجل في الماضي مثل هذا الحد من التراجع. فنحن امام معطيات مثيرة للقلق تمخض عنها استطلاع للرأي اجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يتناول العلاقات الحساسة بين المواطنين اليهود والمواطنين العرب في إسرائيل خلال العام الجاري 2017.

وقد أسمى معدو الاستطلاع برئاسة البروفيسورة تمار هيرمان من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، نتيجة الاستطلاع "شراكة محدودة الضمان"، إذ ان النتائج تشير الى شرخ واضح بين العرب واليهود في إسرائيل. وقد ارجي الاستطلاع وسط 500 مواطن من اليهود و500 مواطن من العرب.

ومن النتائج التي خلص اليها الاستطلاع ان 54% من المواطنين العرب في إسرائيل يعتبرون أنفسهم جزءاً من المجتمع الإسرائيلي، مقابل 82% من اليهود. ويعرف 38% من اليهود أنفسهم كإسرائيليين فيما يعرف 29% منهم أنفسهم أولا على انهم يهود.

أما في أوساط المواطنين العرف في إسرائيل فإن 39% منهم يعرفون أنفسهم أولا على انهم عرب و34% يعرفون أنفسهم حسب العقيدة (مسلم مسيحي او درزي)، و14% يعرفون أنفسهم على انهم فلسطينيون و10% فقط يعرفون أنفسهم على انهم إسرائيليون. وهنا تشير النتائج الى تراجع الانتماء الى الإسرائيلية لدى المواطنين العرب بعدما كان هذا المؤشر العام الماضي 25%.

وتنعكس مسألة التعريف الذاتي للمواطنين في إسرائيل على بقية الجوانب الأخرى من العيش المشترك: 58% من اليهود يعتقدون انه يتوجب سلب حق الانتخاب ممن لا يعترف بأن إسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي. ويرى 68% من اليهود انه من غير الممكن ان يعتبر المواطن العربي في إسرائيل نفسه فلسطينيا وان يكون في ذات الوقت مواطنا وفيا. في المقابل يبدي 81% من المواطنين العرب رغبتهم بأن يكون وزراء عرب حول طاولة الحكومة الإسرائيلية بينما يعارض 66% من اليهود فكرة تعيين وزراء من الأحزاب العربية الى الحكومة.

ومن المعطيات المثيرة للقلق العميق والتي تمخض عنها الاستطلاع ان 40% من المواطنين اليهود يرون ان في إسرائيل ينبغي ان يجب منح اليهود افضلية في الحقوق. الى ذلك، يعتقد 25% من اليهود في إسرائيل انه لا يجب السماح للمواطنين العرب شراء أراض من الدولة، فيما يرى 41% من اليهود انه يمكن السماح للعرب بشراء أراض داخل البلدات العربية فقط.

ويعتقد 51.5% من المواطنين اليهود في إسرائيل انه وبغية الحفاظ على الطابع اليهودي لدولة إسرائيل من المفضل ان يعيش كل من اليهود والعرب على حدة منفصلين عن بعضهما البعض، بينما يتبنى هذا الطرح 22% من المواطنين العرب فقط.

ويرى 51% من المواطنين اليهود ان المواطنين العرب عنيفون بينما يرى 50% من المواطنين العرب ان المواطنين اليهود عنيفون.

وتوضح البروفيسورة تمار هيرمان معقبة على نتائج الدراسة بأنه من المثير ان نلاحظ ان المواطنين اليهود يميلون الى التطرف في شأن الملكية في البلاد فيما يميل العرب الى التطرف في الاستعداد الى الاعتراف بإسرائيل دولة الشعب اليهودي. من ناحية أخرى يعترف المواكن اليهودي بوجود هوة واضحة في توزيع الميزانيات بين اليهود والعرب وهي لصالح اليهود.