- i24NEWS
- الشرق الأوسط
- 40 عاما على مغادرة ياسر عرفات بيروت في الوقت الذي كانت إسرائيل تستهدفه
40 عاما على مغادرة ياسر عرفات بيروت في الوقت الذي كانت إسرائيل تستهدفه
رغم أن إسرائيل فشلت في قتل عرفات، إلا أن الانسحاب من بيروت كان خسارة مؤلمة لمنظمة التحرير الفلسطينية
كانت منظمة التحرير الفلسطينية في أغسطس/آب من عام 1982، متجذرة بقوة في العاصمة اللبنانية بيروت، لكن ذلك كان تحت الحصار من قبل القوات الإسرائيلية.
وقامت منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت متجدرة في جنوب لبنان، بشن عدة هجمات عبر الحدود الشمالية لإسرائيل لسنوات، وأطلقت صواريخ كاتيوشا على بلدات وقرى شمال إسرائيل.
وفي 6 يونيو/حزيران، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود بدعوى دفع منظمة التحرير الفلسطينية إلى الوراء لمسافة 25 ميلاً، وبهذا أصبحت صواريخ المنظمة لا يمكن لها أن تهدد أمن إسرائيل، وتوغل الجيش الإسرائيلي شمالًا على طول الطريق إلى بيروت وكان يهاجم المدينة من البحر والجو والبر، ويقطع الطعام والماء والطاقة.
وتم التوصل أخيرًا إلى اتفاق في 18 أغسطس/آب، وبموجبه تصل القوات الفرنسية إلى بيروت في 21 أغسطس/آب. لتنضم إليها القوات الأمريكية والإيطالية، لاحقا وكانت مهمتهم هي ضمان مغادرة منظمة التحرير الفلسطينية لبيروت، حيث بدأ الإجلاء في 21 أغسطس/آب، وصعد المئات من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية على متن سفينة متوجهة إلى قبرص.
وتسارعت وتيرة مغادرة مقاتلي المنظمة بعد أيام قليلة، ليأتي دور زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في 30 آب/أغسطس، وكان يرتدي زيا عسكريا باللون الأخضر الزيتوني، وصعد على متن سفينة، نقلته من المدينة التي كان مقر منظمة التحرير الفلسطينية فيها.
وتم إرسال حوالي ثمانية آلاف ونصف من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس. وفيما نقل آلاف آخرين لعدة دول عربية أخرى.
وفي هذا السياق، قال الصحفي جاكوب إيلون، الذي يقوم بتقديم برنامج الشرق الأوسط حاليًا الآن على شاشة i24NEWS: "كنت مراسلًا لراديو الجيش الإسرائيلي، وكنا حوالي ثلاثة أشخاص يرتدون ملابس مدنية ذلك الصباح"، مضيفا ""عندما وصلنا، في الصباح الباكر، كان الجيش الإسرائيلي لا يزال يسيطر على الميناء، لكن بعد ذلك انسحبت القوات حتى يتمكن أفراد منظمة التحرير الفلسطينية من الصعود على متن السفن. طبقا للصفقة التي توسط فيها الأمريكيون"
وبحسب التقارير فإن عرفات كان في مرمى نيران إسرائيل منذ سنوات، حيث كان قناصًا إسرائيليًا يقف أثناء حصار بيروت مستهدفا إياه، لكنه تلقى أوامر بعدم إطلاق النار، لقد كانت الولايات المتحدة تقوم بتوفير الحماية له.
ومن جانبه، قال ضابط سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، ملحق بالمكتب المصري، الدكتور جاك نيريا، لi24NEWS "لقد أوضح الأمريكيون حمايتهم لعرفات، لأنه بالفعل كان في مرمى القناصين أكثر من مرة"، لكن رغم ذلك تم إرساله إلى بيروت لمحاولة الحصول على أدلة حول أسرى الحرب الإسرائيليين والمفقودين في العمل هناك".
رغم أن إسرائيل فشلت في قتل عرفات، إلا أن الانسحاب من بيروت كان خسارة واضحة ومؤلمة بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية. كان هناك شعور بالانتصار بين بعض المسؤولين الإسرائيليين، لكن ذلك الشعور لم يدم طويلاً.
وتابع جاك نيريا، لـi24NEWS : "كنا في ذروة انتصارنا لقد هُزمت منظمة التحرير الفلسطينية" مشيرا "في الحقيقة كان النجاح الكامل للموساد (وكالة المخابرات الاسرائيلية) من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة اخرى. لقد قطعنا الطريق بين بيروت ودمشق وهزم الجيش السوري ايضا في المنطقة. "
وبحسب الصحفي جاكوب إيلون، "من الواضح أن منظمة التحرير الفلسطينية قد هُزمت، لكنها حاولت الحفاظ على أفضل صورة لها. كانوا يرتدون زيا عسكريا جديدا. وكانوا يرتدون كوفية حمراء، وكلهم يحملون بنادقهم في هذه الشاحنات المزدحمة"، مضيفا أن "سفن الرحلات الضخمة من اليونان أو قبرص. سفن سياحية كبيرة، لقضاء العطلات، ركب أفراد منظمة التحرير الفلسطينية سفينة بعد سفينة، وكانوا قادمين إلى الميناء في طريقهم إلى تونس".
وتابع جاكوب إيلون: "بينما كان القناصة على السطح لا يزالون يطلقون النار من غرب بيروت، وكان رجال المخابرات الإسرائيلية هناك مع تلسكوبات ضخمة يلتقطون صورًا لكل فرد من أفراد منظمة التحرير الفلسطينية على متن السفن. كان هذا مستمرًا معظم اليوم. ثم انتقلت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس ".
بالنسبة لإسرائيل، كان نقل منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت يعني أن المجموعة أصبحت الآن عرضة للخطر
وفي هذا الجانب قال جاك نيريا: "بالنسبة لعرفات ، وصل لتوه إلى تونس وبدأ العمل، وكانت فكرة الحرب اللبنانية الأولى في الواقع هي الوصول إلى بيروت وقطع رأس الأفعى كما كان يطلق عليها، الطريقة التي سنتمكن بها من الحصول على حكم ذاتي خفيف بدلاً من حكم ذاتي يحكمه عرفات"
رحيل عرفات من بيروت تحول لأن يكون الحد الأقصى للحرب الإسرائيلية اللبنانية
بعد اغتيال حليف إسرائيل، الزعيم المسيحي والرئيس المنتخب بشير الجميل في 14 سبتمبر/أيلول، وقفت إسرائيل مكتوفة الأيدي بينما دخلت ميليشيا مسيحية مخيمي اللاجئين في بيروت "صبرا وشاتيلا"، وكان من المفترض أن تطرد مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية، لكن الميليشيات المسيحية ركضت بجنون، وقتلت المئات والمئات من الرجال والنساء والأطفال.
وأثارت أخبار المجزرة في إسرائيل المعارضة المتزايدة للحرب، حيث شارك حوالي 400 ألف شخص في مظاهرة غاضبة مناهضة للحرب في إسرائيل، وقام رئيس الوزراء مناحيم بيغن، بتشكيل لجنة تحقيق في المجزرة. ووجدت اللجنة أن إسرائيل "مسؤولة بشكل غير مباشر".
انسحبت إسرائيل من غرب بيروت في نهاية سبتمبر/أيلول، وسحبت ببطء قواتها جنوبا، حتى احتلت فقط "منطقة أمنية" معلنة من جانب واحد في جنوب البلاد، حيث مكثت هناك 18 عاما. وفي 24 مايو/آيار 2000 ، غادر آخر جندي إسرائيلي جنوب لبنان.
وبعد ثلاث سنوات من خروجه من بيروت نجا عرفات بصعوبة من محاولة اغتيال إسرائيلية، حيث قصف سلاح الجو الإسرائيلي مقره في تونس. وقتل نحو 73 شخصا لكن لم يكن عرفات بينهم.
وبعدها بتسع سنوات فقط من ذلك القصف، أي بعد 12 عامًا من مغادرة منظمة التحرير الفلسطينية للبنان، عاد عرفات إلى غزة والضفة الغربية، نتيجة لاتفاقات أوسلو.
وفي هذا الجانب قال إيلون: "بقيت منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات في تونس لمدة عشر سنوات تقريبًا. وبعدها وجدت نفسي أقدم تقارير على الهواء مباشرة من غزة عندما عاد ياسر عرفات".
ومن جهته أشار نيريا: "لقد طردنا عرفات من بيروت من أجل استقباله مرة أخرى عبر الحدود مع مصر" مردفا "لقد ألقينا به خارج الباب وعاد من خلال النافذة".
واصل عرفات قيادة الفلسطينيين في عدة جولات من المفاوضات الفاشلة مع إسرائيل.
توفي عن عمر يناهز 75 عامًا، وكان مرة أخرى في المنفى - هذه المرة في فرنسا حيث تم نقله إلى المستشفى بسبب اضطراب دم نادر. ورفضت محاكم فرنسية عدة محاولات لفتح تحقيق في وفاته يلقي أنصاره باللوم فيها على إسرائيل.