تقرير: تحالف جديد لتمويل مشاريع استراتيجية في الصحراء المغربية، يجمع بين الإمارات ومؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية
وجود توقعات بأن يشارك بنك التصدير والاستيراد الأمريكي (EXIM)، وهو الوكالة الرسمية للائتمان على الصادرات في الولايات المتحدة، في هذا التحالف مع الشركات الإمارات التي تُخطط للاستثمار في الصحراء

تفعيلا لاعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في جلسته المنعقدة في 31 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم القرار رقم 2797، الذي اعتبر أن منح إقليم الصحراء حكمًا ذاتيًا حقيقيًا تحت السيادة المغربية قد يكون الحل الأنجع للنزاع القائم منذ قرابة خمسين عامًا، تعتزم الإمارات ة تعزيز حضورها الاقتصادي في الأقاليم الجنوبية للمغرب عبر شراكات استراتيجية وتحالفات مالية مع الولايات المتحدة، وفق ما أورده تقرير لـ"أفريكا إنتليجنس" المتخصص في الشؤون الإفريقية.
وتتزامن هذه الرغبة الإماراتية في الاستثمار في الصحراء المغربية، مع إعلان إعلان نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لانداو، في الأسابيع الماضية أنه في سياق اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه، قررت الحكومة الأمريكية تشجيع الاستثمارات الأمريكية في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وأبرز لانداو عقب مباحثات أجراها في 24 سبتمبر/أيلول المنصرم، بنيويورك مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن "الولايات المتحدة اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء، وفي إطار المبادرات العالمية لإدارة ترامب الرامية إلى النهوض بالدبلوماسية الاقتصادية والتجارية، نحن سعداء بالإعلان أننا سنشجع الشركات الأمريكية التي ترغب في الاستثمار في هذه المنطقة من المغرب". كما أشار المسؤول الأمريكي إلى أنه تطرق خلال اجتماعه مع بوريطة إلى العلاقات المتميزة والعريقة التي تربط بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، مبرزا استعداد الإدارة الأمريكية العمل بالتنسيق مع المغرب من أجل "النهوض بالازدهار والسلم والاستقرار في المنطقة".
ومن بين المشاريع الكبرى التي يعمل المغرب على تغيير من خلالها وجه أقاليمه الجنوبية هناك، تطوير مطار الداخلة (Dakhla Hub)، وكذا ميناء الداخلة الأطلسي، وتهيئة وتطوير المشروع المندمج للداخلة "Dakhla Gateway to Africa" وتطوير ساحل جهتي الداخلة وطرفاية، وتمويل مشاريع الطاقات المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهي المشاريع التي ستقوم الإمارات بتمويل جزء مهم منها، مع تطوير مطارات الدار البيضاء، ومراكش، والناظور.كما اتفقا الطرفان على بحث التعاون واستكشاف الآفاق في الشراكة بين الصناديق السيادية والاستثمارية لكلا البلدين، ودراسة إمكانيات التعاون في مجال الشراكة الاقتصادية وتطوير البنيات التحتية والطاقية مع الدول الإفريقية وفقا للنظم القانونية والتشريعية، لا سيما فيما يخص مشروع أنبوب الغاز الإفريقي – الأطلسي؛ تهيئة وتطوير المشروع المندمج للداخلة "Dakhla Gateway to Africa"، وكذا، إحداث وتدبير أسطول بحري تجاري.
وحسب المصدر المذكور، فإن تحالفا جديدا يبرز لتمويل مشاريع استراتيجية في الصحراء المغربية، يجمع بين الإمارات ومؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية (DFC)، إضافة إلى شركات أمريكية مهتمة بالاستثمار في المنطقة وأشار التقرير إلى وجود توقعات بأن يشارك بنك التصدير والاستيراد الأمريكي (EXIM)، وهو الوكالة الرسمية للائتمان على الصادرات في الولايات المتحدة، في هذا التحالف مع الشركات الإمارات التي تُخطط للاستثمار في الصحراء، ولا سيما أن المغرب يُشجع على الاستثمار في المنطقة بهدف إحداث التنمية بها. ولفت التقرير إلى أن الإمارات تُخطط لاعتماد نموذج مشاريع مشتركة متخصّصة وفق القطاعات، بهدف حماية استثماراتها وتوسيعها على المدى الطويل، وتركز بشكل خاص على القطاعات ذات البعد الاستراتيجي، ومن أبرزها الطاقة المتجددة وتطوير ميناء الداخلة.
