- i24NEWS
- تحليلات وأراء
- طلبنا من ’تشات جي بي تي’ وصف "اليميني" و"اليساري" الإسرائيليين - وكانت النتيجة مفاجئة
طلبنا من ’تشات جي بي تي’ وصف "اليميني" و"اليساري" الإسرائيليين - وكانت النتيجة مفاجئة
التجربة الاجتماعية للذكاء الاصطناعي: طُلب من الخوارزمية أن تخلق الـ "تايب كاست" النهائي في إسرائيل، لكنها حرصت ألا تسيء لأحد •

ماذا يحدث عندما يُطلب من الذكاء الاصطناعي الأذكى في العالم أن يخلع القفازات ويعرّف، بأكثر طريقة نمطية ممكنة، كيف يبدو اليميني في إسرائيل وكيف يبدو اليساري؟ تجربة مثيرة أجريناها هذا الأسبوع كشفت كيف يرى خوارزم الـChatGPT الانقسام الإسرائيلي، ولماذا يُصرّ على البقاء سياسيًا صحيحًا، وكيف يقترح حل النزاع.
عملية العمل: كيف يفكر الذكاء الاصطناعي؟
لكي نفهم إجابات الدردشة، يجب أن نفهم كيف تعمل. ChatGPT ليس لديه رأي سياسي أو وعي ذاتي. إنه "نموذج لغوي ضخم" (LLM) قام بمسح مليارات النصوص من الإنترنت – مقالات، تعليقات، كتب ومنشورات في شبكات التواصل الاجتماعي.
عندما طُلب منه "التصرف كشخص يميني"، قام ببحث إحصائي سريع: ما هي الكلمات، الصور والصفات التي تظهر غالبًا في النصوص التي تصف اليمين الإسرائيلي؟ استخرج القاسم المشترك الأوسع (الصورة النمطية)، نظمها في قالب إنساني، وقدم للمستخدم ملفًا شخصيًا دقيقًا بشكل مذهل – لكنه يستند إلى صور إعلامية وليس بالضرورة إلى الواقع المعقد.
الملفات الشخصية: "يوآف" مقابل "توم"
النتيجة التي أنتجتها الخوارزمية تعرض صورة مرآة حادة، تكاد تكون كاريكاتورية، للمجتمع الإسرائيلي:
لقد خلق شخصية "يوآف" اليميني. قامت الدردشة برسم صورة لشخصية "رجل ميداني" قاسية. يعيش في الضواحي أو في مستوطنة، ينتعل صندل "شورش" ويرتدي بنطالًا عسكريًا. من الناحية المهنية، يعمل في مجالات عملية مثل الأمن (الجيش/الشرطة)، التعليم أو الهايتك في الجانب التقني، مع راتب متوسط يتراوح بين 9,000 إلى 20,000 شيكل، وهو مال يُصرف أولًا على الرهن العقاري و"لحم يوم السبت". القيم الأساسية: التقاليد، العائلة و"الأمن قبل كل شيء".
من ناحية أخرى، "توم" اليساري، شخصية معاكسة التي تعيش في تل أبيب، يتنقل على سكوتر كهربائي ويرتدي تيشيرت واسعة. في ساحة العمل، الدردشة تعرض قطبية: إما أن توم هو رجل هايتك (إدارة منتج/UX) يكسب 35 ألف شيكل ويستمتع بـ"كلب في المكتب"، أو أنه يعمل في جمعية/ثقافة ويكتفي بـ7,000 شيكل بدافع "الفقر الأيديولوجي". يشرب أمريكانو ويتحدث عن "احتلال" أثناء البرنش.
لماذا الدردشة حذرة جدًا؟
طوال فترة التجربة، حرص الذكاء الاصطناعي على إضافة التحفظات والتحذيرات. قبل كل وصف كُتب: "سأجيب – لكنني لن أقدم ذلك كواقع... بل كقالب خيالي."
السبب في ذلك هو آلية الأمان (Safety Layer) التابعة لشركة OpenAI. المطورون قاموا بتحديد أن على النموذج تجنُّب إنتاج محتوى مسيء، تحريضي أو يعزز الكراهية. الدردشة "تعلم" أن الصور النمطية هي أرض خصبة للعنصرية والانقسام، ولذلك فهي تحمي نفسها قانونياً وأخلاقياً عبر التأكيد على أن ما يُطرح هو "كليشيه ثقافي" فقط وليس حقيقة مطلقة.
اللقاء والحل: "العدو هو الخوارزمية"
الجزء المفاجئ في التجربة جاء عندما طُلب من الدردشة إنشاء حوار بين الاثنين. بدلاً من جدال عنيف، اختار الذكاء الاصطناعي سردية التصالح. في الحوار بمحطة القطار، يكتشف "توم" و"يوآف" أنهما يتفاهمان جيدًا تحت شعارات تويتر.
"هل من الممكن أن يكون العدو هو الخوارزمية؟" يسأل توم في الحوار المتخيل، ويوآف يوافق: "لو كنا نجلس مساءً على بيرة، لكنا نكتشف أننا متشابهان أكثر مما نعتقد".
في الختام، قدّم الدردشة شخصية "نوعا إسرائيلية"، وهي الشخصية المتوازنة. تعيش في روش هعين أو موديعين، وتجمع بين العمل في مجال الهايتيك والتطوع مع المسنين، وتدعم الجيش الإسرائيلي لكنها أيضًا تؤيد حقوق الإنسان. وبحسب الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الشخصية تحديدًا، التي تتجنب العناوين والصراخ على شبكات التواصل، هي التي تُمثل الأغلبية الصامتة والعاقلة في إسرائيل.
