رحيل الفنان والمخرج العربي والعالمي محمد بكري عن 72 عامًا بعد مسيرة فنية حافلة بالإنجازات
رحيل الفنان والمخرج محمد بكري عن 72 عامًا بعد مسيرة فنية حافلة بالإنجازات


توفي اليوم الأربعاء الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري، عن عمر ناهز 72 عامًا، في مستشفى نهاريا بعد صراع مع أمراض القلب، بحسب ما أفادت أسرته. ويُعد بكري واحدًا من أبرز الممثلين والمخرجين الذين ساهموا في إثراء السينما والمسرح في إسرائيل والعالم العربي، وترك بصمة كبيرة في السينما الفلسطينية والدولية
وتميز بكري بأدواره السينمائية البارزة، لاسيما دوره في فيلم "ما وراء القضبان" للمخرج أوري بربش، الذي تناول قصة التضامن بين السجناء اليهود والعرب، وكان مرشحًا لجائزة الأوسكار. كما حصل على جائزة كينور داوود عن هذا الدور، وشارك في أفلام مهمة أخرى مثل "صينية النقود"، "نهائي الكأس" و**"ساحة الأحلام"**، بالإضافة إلى أعمال دولية مثل الفيلم السويدي "الطفل من الجنة" والفيلم الإيطالي "برايفيت"، الذي فاز عن دوره بجائزة أفضل ممثل في مهرجان لوكارنو. مؤخرًا، شارك في فيلم "كل ما تبقى منك"، الذي مثل الأردن في الترشيحات الأولية للأوسكار الدولي.
وبصفته مخرجًا، تناول بكري في أعماله قضايا الاحتلال والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأبرزها فيلمه الشهير "جنين جنين" عام 2002، الذي حظر عرضه في إسرائيل. تناول الفيلم أحداث معركة جنين خلال الانتفاضة الثانية، وأثار جدلًا واسعًا بعد اتهامات بارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب، مما أدى إلى رفع عدة دعاوى قضائية ضد بكري. وفي نوفمبر 2022، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية أن الفيلم يحتوي على تشهير، ومنعت عرضه رسميًا في البلاد.
بالإضافة إلى السينما، ترك بكري أثرًا في المسرح، حيث شارك في عروض على مسارح بارزة مثل مسرح هبيما، مسرح حيفا، مسرح الخان، مسرح القصبة، ومسرح الميدان، كما درّس في الأكاديمية للفنون المسرحية. وعلى المستوى التلفزيوني، ظهر بكري في عدة مسلسلات دولية من بينها "هوملاند" و"ليلة الحدث"، مؤكدًا على تنوع تجاربه الفنية بين السينما والمسرح والتلفزيون.
رحيل محمد بكري يمثل خسارة كبيرة لعالم الفن والسينما، فقد كان صوتًا قويًا يعكس هموم وقضايا المجتمع، وصانع أفلام جريءًا لم يخف من إثارة الجدل وتسليط الضوء على الحقائق الاجتماعية والسياسية.