إمام يتلعثم بالمندرين وجيش من المؤثرين: سلاح ايران السري في الصين
بواسطة عملية معقدة، متعددة الطبقات وممولة جيدًا - أطلقت إيران واحدة من أكثر برامج "القوة الناعمة" طموحًا لديها بالصين • ماذا تحاول إيران أن تفعل وهل تعتقد حقًا أنها قادرة على تحويل مليار ونصف صيني؟


انتشر على الإنترنت توثيق لإمام إيراني ينشد بالصينية. يبدو الأمر مضحكًا، أليس كذلك? رجل دين إيراني يحاول الصلاة بالصينية, في حين أن الجمهور المحلي بالكاد يخفي ضحكته. ولكن ماذا لو قلنا لكم أن هذا ليس فشلا، انما واخدة من أكثر خطط "القوة الناعمة" الطموحة لإيران. إذًا، ما الذي تحاول إيران فعله في الصين بحق الجحيم؟ وهل تعتقد فعلاً أنها قادرة على تحويل مليار ونصف المليار صيني إلى شيعة؟
لكي نفهم القصة, علينا فهم هذا التناقض المذهل: الصين تدير إحدى حملات القمع الأكثر وحشية في العالم ضد أقلية مسلمة داخل أراضيها. وفي الوقت نفسه، هي حليف مهم للغاية لإيران. كيف يمكن ذلك؟ الجواب يكمن في سياسة "فرق تسد" العبقرية والقاسية لبكين، التي تميز بين "مسلمين جيدين" و"مسلمين سيئين".
"الأشرار" هم الإيغور – معظمهم من السنة، ويُنظر إليهم كتهديد انفصالي ويُضطهدون بوحشية. و"الأخيار"؟ هؤلاء هم أقليات مثل الطاجيك في شينجيانغ – أقلية صغيرة. تاريخيًا هم شيعة ولديهم روابط ثقافية مع فارس. هنا يظهر النفاق الإيراني. إيران، التي تقدم نفسها كحامية للمسلمين، تلتزم الصمت تمامًا حيال القمع الوحشي للإيغور.
لماذا؟ لأن بقاء نظامها الذي يعتمد على النفط الصيني أهم من التضامن الديني. لكن إيران لا تلتزم الصمت فقط، بل تستغل صمتها مقابل الحصول على "يد حرة" للعمل في الصين.
السلاح الأول: "الجنود الصامتون".
الإمام الذي يتلعثم بالصينية – يبدو أنه خريج "السلاح السري" لإيران: " – جامعة المصطفى في مدينة قم.
وفقًا لتقارير مراكز أبحاث مثل معهد واشنطن، لدى جامعة المصطفى أكثر من 50,000 طالب يدرسون بعشرات اللغات، بما في ذلك الماندرين.
إنها تقدم منحًا دراسية للشباب الطاجيك من الصين، وبعد سنوات من غسل الدماغ الأيديولوجي، يعود المعلمون ورجال الأعمال إلى بلادهم ويصبحون "جنودها الصامتين".
السلاح الثاني: "طريق الحرير" الثقافي
الحرس الثوري يُدير شبكة من "بيوت الثقافة الإيرانية" في الصين. هم لا يتحدثون عن الجهاد، بل يتحدثون عن "محور مقاومة ثقافية" ضد "الإمبريالية الغربية".
هم يقارنون بين فلسفة كونفوشيوس وفلسفة علماء الدين الشيعة، ويحاولون إقناع الصينيين بأن التحالف بينهما هو مصير تاريخي.
السلاح الثالث: "تيك توك للمؤثرين"
جيش كامل من "المؤثرين" الناطقين بالصينية على منصات مثل Douyin – النسخة الصينية من تيك توك، بعضهم إيرانيون وبعضهم صينيون درسوا في إيران.
وهم لا يتحدثون عن السياسة. ينشرون مقاطع عن الطعام الفارسي، الرحلات في إيران، و"كم يشبه الصينيون الإيرانيين".
الهدف هو تحييد الدعاية الغربية ضد إيران قبل أن تصل إلى المواطن الصيني العادي.
عندما يفكر المواطن الصيني في إيران، فلن يفكر في نظام مظلم، بل سوف يفكر في الكباب اللذيذ والمناظر الصحراوية التي شاهدها في مقطع الفيديو.
التحرك الإيراني في الصين ليس عرضًا هاويًا لإمام يتلعثم. إنها عملية معقدة، متعددة الطبقات وممولة جيدًا.
هم لا يحاولون غزو الصين. إنهم يحاولون احتضانها بقوة شديدة، حتى لا تتمكن من الإفلات، حتى لو أرادت ذلك.
لكن، في الوقت الذي تحاول فيه إيران كسب قلب الصين، ولأول مرة في التاريخ، أنتجت إيران ووزعت فيلماً طويلاً باللغة العبرية، بلغة فصيحة نسبياً، مع ترجمة إلى الفارسية، موجه مباشرة للجمهور الإسرائيلي.
هذه هي طلقة البداية في حملة جديدة من الحرب الإدراكية. نفس العقيدة بالضبط كما في الصين، لكن بشكل معاكس. تستخدم أدوات ثقافية لتفكيك المجتمع الإسرائيلي من الداخل. القدرة على إنتاج فيلم كامل باللغة العبرية تهدف إلى أن تقول للإسرائيليين: نحن نعرفكم ونعرف أين نضغط.
الإمام المتلعثم من الصين والفيلم باللغة العبرية ليسا قصتين منفصلتين، بل هما عمليتان في نفس الحرب العالمية على الوعي. إيران فهمت أن السلاح الأقوى في القرن الحادي والعشرين ليس بالضرورة جهاز طرد مركزي أو صاروخ باليستي، بل القدرة على زرع فكرة في عقل صديق أو عدو.
والسؤال الكبير - هل لدى إسرائيل امكانية للرد على هذه الحرب الصامتة والخطيرة؟