لغز مقتل أربعة أفراد من عائلة واحدة يهزّ الإمارة الاوروبية الهادئة عشية الميلاد
العثور على الجثث في مواقع مختلفة وتحقيقات موسّعة لكشف ملابسات الحادث الغامض


أعلنت شرطة إمارة ليختنشتاين، الخميس، أن الرجال والنساء الأربعة الذين عُثر عليهم الأربعاء بلا حياة في واحدة من أكثر القضايا غموضًا التي شهدتها الإمارة الصغيرة خلال السنوات الأخيرة، هم أفراد من عائلة واحدة، فيما تواصل السلطات التحقيق في ملابسات الحادث. وذكرت وسائل إعلام محلية أن هناك شبهات أولية تشير إلى احتمال وقوع جريمة قتل لثلاثة أفراد تلاها انتحار، في دولة يُعد فيها وقوع جريمة قتل واحدة سنويًا أمرًا نادرًا للغاية.
وتعود بداية القضية إلى صباح الأربعاء، عشية عيد الميلاد، عندما عثر مارة قرابة الساعة العاشرة والنصف صباحًا على جثة قرب الضفة السويسرية لنهر الراين، بالقرب من جسر يربط بلدة زيفلين السويسرية بعاصمة ليختنشتاين فادوتس. وبعد استدعاء فرق الطوارئ، تبيّن أن الجثة تعود لمواطن من ليختنشتاين يبلغ من العمر 41 عامًا. وعند انتقال الشرطة إلى عنوان سكنه، عثرت داخل الشقة على جثث والده البالغ 73 عامًا، ووالدته البالغة 68 عامًا، وشقيقته البالغة 45 عامًا.
وتم نقل الجثث الأربع إلى معهد الطب الشرعي لإجراء تشريح يهدف إلى تحديد أسباب الوفاة وتسلسل الأحداث. ووفقًا لما كشفته التحقيقات الأولية، فإن الرجل الذي عُثر عليه قرب النهر كان يشغل منصبًا إداريًا رفيعًا في السلطة المحلية لبلدة تريزن جنوب فادوتس، وقد جرى تعليق عمله قبل أيام قليلة من الحادثة، على خلفية مخالفات مالية كُشف عنها في حسابات الجهة، بعد اختفاء نحو 71 ألف فرنك سويسري، ما أدى إلى إنهاء عمله في 18 ديسمبر.
ويُعد هذا الحادث استثنائيًا في إمارة ليختنشتاين، وهي دولة ألبية صغيرة تقع بين سويسرا والنمسا، تبلغ مساحتها نحو 160 كيلومترًا مربعًا ويقطنها قرابة 41 ألف نسمة. وتُصنف الإمارة من بين أكثر الدول أمانًا في العالم، ولا تمتلك جيشًا، وغالبية القضايا التي تتعامل معها الشرطة تقتصر على مخالفات مرورية أو سرقات محدودة. وفي كثير من السنوات، تمر ليختنشتاين دون تسجيل أي جريمة قتل، ما يجعل هذه القضية صادمة للرأي العام المحلي.
ويُذكر أن أبرز جريمة قتل شهدتها الإمارة في العقود الأخيرة تعود إلى عام 2014، عندما قُتل يورغن فريك، المدير التنفيذي لبنك فريك، بالرصاص داخل موقف سيارات تابع للبنك. وقد اتُهم حينها مهندس ومستثمر يُدعى يورغن هيرمان، كان على خلاف طويل مع البنك، بارتكاب الجريمة قبل أن يلوذ بالفرار، ثم يُعثر عليه لاحقًا ميتًا في ألمانيا في ظروف رجّحت السلطات أنها انتحار.
ولا تزال التحقيقات في القضية الحالية جارية، وسط ترقب داخلي واسع لكشف حقيقة ما جرى في واحدة من أكثر الحوادث غموضًا في تاريخ الإمارة الحديث.