لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية: حزب اليمين المتطرف النمساوي يفوز في الانتخابات

فاز حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا (FPÖ)، بشكل غير مسبوق، بالانتخابات في البلاد، هذا ما ظهر من نتائج العينة التي نشرت الليلة (بين الأحد والاثنين) في البلاد. وتظهر البيانات أن الحزب حصل على 29.2 بالمئة من الأصوات، وهذا هو أول فوز لحزب يميني متطرف في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك، فإن السيناريو الذي سيتم بموجبه تعيين مستشار من حزب الحرية اليميني المتطرف غير مؤكد، حيث أعلنت الأحزاب الأخرى بالفعل أنها لن تكون مستعدة لتشكيل ائتلاف مع زعيم الحزب الاستفزازي، هربرت كيكل. وعلى الرغم من ذلك، فإن إمكانية تشكيل حكومة تضم الحزب المتطرف لم تستبعد تماما حتى الآن من قبل رئيس الوزراء الحالي، كارل ناهامر، من حزب "حزب الشعب النمساوي" الذي يمثل يمين الوسط، والذي قال إن "حزب الحرية ،حزب متنوع للغاية، والحمد لله أن هناك الكثير من العقلاء في حزب الحرية".

وقال كيكيل، وزير الداخلية السابق ورئيس حزب الحرية، مساء الأحد: "لقد مارس الناخبون سلطتهم"، مضيفًا أن "النمسا بحاجة إلى إعادة التواصل مع احتياجات ومصالح السكان". كما أكد أن "يدنا ممدودة في كل الاتجاهات، وأنا مستعد للحوار مع الجميع".

ومن البيانات التي قدمها معهد فورسايت، نيابة عن هيئة الإذاعة العامة النمساوية ORF، بعد فرز 94% من الأصوات، جاء الحزب الشعبي من يمين الوسط (ÖVP) في المركز الثاني بنسبة 26.3%، وزعيمه الرئيس الحالي. اعترف المستشار كارل ناهامر بالهزيمة. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) من يسار الوسط سيحتل المركز الثالث بنسبة 21 في المائة. وبالمقارنة مع انتخابات 2019، حصل حزب الحرية النمساوي على 13 نقطة مئوية، وخسر حزب الشعب النمساوي الحاكم 11 نقطة.

وكما ذكرنا، يدعو كيكيل وحزبه إلى سياسة شاملة مناهضة للهجرة، والتي تشمل وقف لم شمل الأسرة من خلال إلغاء التأشيرات والتأشيرات للمهاجرين، والترحيل الجماعي، ومعارضة العقوبات ضد روسيا والتقرب من بوتين، والتي تشمل، من بين أمور أخرى وقف دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا. ومن بين أمور أخرى، قال كيكل في الماضي إنه إذا أراد تشكيل ائتلاف، فإنه لن يريد منصب المستشار، بل منصب يسمى "فولكانزلر"، أو "مستشار الشعب" - اللقب الذي أطلقه النازيون. لأدولف هتلر (الذي كان نمساويًا أيضًا).

وهذا ليس مثالا معزولا في المشهد الأوروبي، حيث زاد اليمين المتطرف من قوته في القارة في السنوات الأخيرة. وترى بلدان مثل هولندا وإيطاليا ومناطق بأكملها في ألمانيا (وبالطبع فيكتور أوربان في المجر) أن الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تنتهج سياسات واضحة مناهضة للهجرة تكتسب مكانا حقيقيا على طاولة صناع القرار.