- i24NEWS
- الشرق الأوسط
- الاتحاد الاوروبي: هدم البيوت في سوسيا الفلسطينية وفي النقب ترانسفير
الاتحاد الاوروبي: هدم البيوت في سوسيا الفلسطينية وفي النقب ترانسفير
اسرة نواجعة التي تعيش في خيام وهياكل بيوت في سوسيا الفلسطينية تستعد لقرار هدمها الصادر عن السلطات الاسرائيلية
قال الاتحاد الأوروبي في بيان له إنه "يعارض بقوة لسياسات وإجراءات متخذة من قيل السلطات الاسرائيلية لهدم البيوت" وخاصة قرية سوسيا جنوب الضفة الغربية وفي قرية أم الحيران الواقعة في النقب جنوب اسرائيل التي يقطنها العرب البدو حاملو الجنسية الاسرائيلية".
ووصف الاتحاد الاوروبي في بيانه أن القرار الاسرائيلي حول هدم البيوت هو "ترانسفير"، فيما أكد رفضه للسياسات الاسرائيلية مثل بناء الجدار العازل وهدم المنازل بما في ذلك المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي، ومصادرة إسرائيل الأراضي لإقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير القانونية، وكذلك عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الفلسطينيين ومن بينها حرية الحركة والتنقل.
وأصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية مؤخرا قرارا يسمح بإخلاء قرية أم الحيران البدوية غير المعترف بها في النقب، ويحمل سكانها الجنسية الإسرائيلية، وكانت إسرائيل قد سمحت لهم عام 1956 بالسكن هناك، بعد طردهم منها عام 1948 بعد قيام دولة إسرائيل، لكنها رفضت الاعتراف بالقرية أو توفير الخدمات الأساسية لها من ماء وكهرباء، أو وضع خطة تقسيم للمناطق للسماح للسكان بالحصول على تصاريح بناء.
واعتبرت المحكمة العليا الإسرائيلية أن استبدال القرية بحي يهدف لخدمة المجتمع اليهودي المتدين، لا يعتبر عملا تمييزيا كونه يمكن سكان ام الحيران البدو شراء منازل هناك. ووفق منظمة هيومن رايتس، يعيش نحو 80 ألف بدوي تحت التهديد المستمر بالهدم في 35 قرية غير معترف بها في النقب، في ظروف مماثلة لقرية أم الحيران، مبينة أن السلطات الإسرائيلية وافقت على أقل من 6 بالمئة من طلبات الحصول على تراخيص للبناء قدمها سكان هذه القرى ما بين 2000 و2012.
وأضاف البيان أن "الحفاظ على صلاحية حل الدولتين هو في صميم سياسة الاتحاد الأوروبي وسيبقى ذلك في أولوياتها، وفي هذا الصدد، يذكر الاتحاد الأوروبي أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي والاتحاد الأوروبي يكرر معارضة بنائها لأنها تهدد بشكل خطير مشروع حل الدولتين".
الفلسطينيون في الضفة الغربية يتأهبون ليوم هدم سوسيا
وفي سوسيا، يجلس جهاد نواجعة تحت شجرة تين هربا من الحر القائظ يتطلع إلى الأرض الوحيدة التي عرفها في حياته على امتداد تلال الخليل القاحلة في جنوب الضفة الغربية. ففي خلال أيام من المنتظر هدم بيته وطرده هو وزوجته وأولادهما العشرة.
وقال الرجل البالغ عمره 47 عاما وهو يمسك بثمرة تين من الشجرة المحملة بالثمار ليختبر مدى نضجها "يبدو أنها النهاية. سيأتون ويهدمون بيوتنا ولن يكون لنا مكان نذهب إليه. في الأيام التالية سأشاهد تشريد 100 طفل."
وأسرة نواجعة بين عدد محدود من الأسر تعيش في خيام وهياكل من ألواح سابقة التجهيز في قرية سوسيا الفلسطينية تمتد على جوانب عدة تلال صخرية بين مستوطنة يهودية إلى الجنوب وموقع أثري يهودي إلى الشمال على أرض تحتلها اسرائيل منذ حرب 1967.
وترجع حكاية سوسيا لعشرات السنين لكنها بلغت ذروتها في مايو ايار عندما رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية طلبا لوقف هدم القرية. ومع استنفاد سبل الطعن في القرار وانتهاء شهر رمضان من المتوقع أن يبدأ الهدم في أي يوم. بل إن الجنرال الاسرائيلي المكلف بتنفيذ عملية الهدم أبلغ سكان القرية بذلك الاسبوع الماضي.
وقد نشأت نزاعات عديدة مثل هذا النزاع عن الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية على مدى 48 عاما حيث توسعت المستوطنات اليهودية بسرعة. وتعتبر أغلب القوى العالمية المستوطنات غير قانونية. غير أن سوسيا لها وضع فريد بسبب مدى الظلم الواقع على أهلها.
ويعتقد كثير من الاسرائيليين من مسؤولين سابقين بوزارة الدفاع إلى نشطاء المستوطنات وجماعة حاخامات من أجل حقوق الانسان أن الحكومة الاسرائيلية ترتكب خطأ ويشيرون إلى وثائق توضح ملكية الفلسطينيين للأرض وأنهم زرعوها وسكنوها منذ نحو عام 1830.
وفي الماضي كان الفلسطينيون يعيشون في كهوف لكنهم طردوا من مساكنهم الاصلية عام 1986 بعد اكتشاف الموقع الأثري وتم تدمير الكهوف في موقعها الحالي في التسعينات وأوائل الألفية الثالثة بعد سلسلة من المواجهات بما في ذلك مقتل أحد المستوطنين. ونتيجة لذلك أصبحوا يعيشون في خيام ومبان سابقة التجهيز غير أن اسرائيل لم تمنحهم أي تصاريح لبناء هذه الهياكل ولذلك فقد حكمت المحكمة العليا أن من الممكن هدمها.
القرار الاسرائيلي يجابه معارضات دولية
وفي الأيام الأخيرة زار دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون سوسيا لإبداء تضامنهم مع سكان القرية الذين يبلغ عددهم إجمالا نحو 350 فردا يعيشون في حوالي 80 خيمة وهيكل. ولم يكن هناك من يستخدم في حر النهار معدات لساحة لعب أطفال زاهية الألوان تبرعت بها وكالات مساعدات إغاثة عالمية لكن الاقبال عليها يشتد في المساء.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس في تصريح نادر عن هذه القضية "نحن نتابع التطورات عن كثب... ونحث السلطات الاسرائيلية بقوة على الامتناع عن تنفيذ أي من عمليات الهدم في القرية." وأضاف أن "هدم هذه القرية الفلسطينية أو أجزاء منها وطرد الفلسطينيين من بيوتهم سيكون أمرا ضارا واستفزازيا".
وتطالب حركة المستوطنين التي لها نفوذ كبير في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية بالمضي قدما على الفور في عملية الهدم وتقول إنه لا توجد عراقيل قانونية أخرى ويشير يوشاي دامري الزعيم المحلي للمستوطنين إلى الموقع الأثري وأدلة على وجود معبد قديم للإصرار على أن اليهود كانوا موجودين في المنطقة أولا.
وقال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الحكومة تبنت قرار المحكمة تماما مثلما حدث حين أمر القضاء بإجلاء مستوطنين يهود. وأضاف "إذا أقرت المحكمة العليا القرار بإجلاء الناس فسيصبح أمرا يتوجب علينا تنفيذه. يجب إجلاء الإسرائيليين وكذلك الفلسطينيين الذين يسكنون أرضا لا يملكونها، هذا شيء لا نقوم به مع الفلسطينيين وحدهم." وخوفا من رد الفعل الدولي قال الميجر جنرال يواف مودخاي المسؤول عن الهدم إنه يدرس "الحلول البديلة".
لكن سكان سوسيا يقولون إنهم لم يتسلموا أي شيء ويخشون أن يكون الأمر مسألة وقت. وقال جهاد نواجعهة المولود في سوسيا عام 1967 ولم يبتعد عن التلال "نحن ننتظر فقط البلدوزرات." وهو ويعيش على رعي الغنم ومحصول التين والزيتون وبيع عسل النحل. وأضاف "الحياة في الكهوف والخيام ليست مريحة. لكن الشعور بعدم الراحة سيتفاقم".
بمساهمة: رويترز