- i24NEWS
- الشرق الأوسط
- "زيارة سرية لرئيس صوماليلاند لإسرائيل": والدولة العربية التي التزمت الصمت بعد الاعتراف
"زيارة سرية لرئيس صوماليلاند لإسرائيل": والدولة العربية التي التزمت الصمت بعد الاعتراف
زيارات غير معلنة وملفات استراتيجية حساسة خلف خطوة الاعتراف المثيرة للجدل


أثار إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم صوماليلاند موجة إدانات واسعة في العالم العربي والإسلامي، حيث أصدرت دول عدة بيانات ترفض الخطوة وتؤكد دعمها لوحدة وسيادة الصومال، معتبرة أن الاعتراف يمثل انتهاكًا للقانون الدولي ويشجع النزعات الانفصالية، في وقتٍ التزمت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة الصمت ولم تصدر أي موقف رسمي يؤيد أو يدين الخطوة، رغم علاقاتها المتشعبة مع الإقليم.
وشملت بيانات الإدانة دولًا من بينها تركيا، مصر، السعودية، الأردن، قطر، إيران، العراق، الكويت، الجزائر، باكستان، السودان، ليبيا، اليمن، إضافة إلى السلطة الفلسطينية، في حين دعت الصومال إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الخطوة الإسرائيلية، من المقرر عقدها يوم الاثنين المقبل.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل “لن تتراجع أمام نقاشات سياسية تهدف إلى التشكيك في قرارات سيادية”، مؤكدًا استمرار بلاده في التعاون مع “الجهات التي تسهم في الاستقرار الإقليمي”.
وفي إسرائيل، اعتبر مصدر سياسي أن ردود الفعل العربية تعكس “ازدواجية في المعايير”، مشيرًا إلى أن دولًا تدعم الاعتراف بدولة فلسطينية تعارض في الوقت ذاته الاعتراف بصوماليلاند، مضيفًا أن الدافع الأساسي للاعتراف يعود إلى الموقع الاستراتيجي للإقليم.
وفي هذا الإطار، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن رئيس صوماليلاند أجرى زيارة سرية إلى إسرائيل خلال الصيف الماضي، التقى خلالها كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، في خطوة وُصفت بأنها مهّدت للاعتراف الرسمي.
ولفت مراقبون إلى غياب الإمارات العربية المتحدة عن بيانات الإدانة، في ظل تقارير سابقة عن علاقات متنامية بين أبوظبي وصوماليلاند، تشمل وجود قاعدة عسكرية إماراتية في ميناء بربرة المطل على خليج عدن، الذي يتمتع بأهمية استراتيجية لقربه من اليمن ومضيق باب المندب.
وتكتسب صوماليلاند أهمية جيوسياسية متزايدة نظرًا لموقعها قرب أحد أهم الممرات البحرية العالمية، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 12% من التجارة العالمية تمر عبر مضيق باب المندب.
وفي الولايات المتحدة، أبدى الرئيس دونالد ترامب تحفظًا تجاه الخطوة الإسرائيلية، مؤكدًا أن الملف “قيد الدراسة”، رغم دعوات من بعض الجمهوريين للاعتراف بصوماليلاند، معتبرين أنها حليف محتمل في القرن الإفريقي.
ويرى محللون أن الاعتراف الإسرائيلي بصوماليلاند يعكس تصاعد التنافس الدولي في القرن الإفريقي، ويضع الإقليم في قلب صراع نفوذ إقليمي ودولي مرشح للتوسع خلال المرحلة المقبلة.