- i24NEWS
- الشرق الأوسط
- تسريبات الأسد ولونا الشبل: ما رأي أبناء الطائفة العلوية في الساحل؟
تسريبات الأسد ولونا الشبل: ما رأي أبناء الطائفة العلوية في الساحل؟
شهادات من أبناء الطائفة تؤكد غياب أي دعم للأسد في الساحل وتكشف عن غضب مكبوت استمر لعقود بسبب القمع والتهميش الاقتصادي


أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّه تلقّى خلال الأيام الأخيرة مئات الشهادات من أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، عقب انتشار مقاطع مصوّر لبشار الأسد ولونا الشبل، مشيراً إلى أنّ ما ورد في الفيديوهات لم يكن مفاجئاً للسكان، بل يعكس واقعاً يعرفونه منذ سنوات.
وبحسب ما وثّقه المرصد، أكد أبناء الطائفة أنّ الأسد لا يحظى بقاعدة دعم حقيقية في مناطق الساحل، وأن مستوى الغضب الشعبي تجاهه في تلك المناطق يفوق ما هو عليه في باقي المحافظات، إلا أنّ القبضة الأمنية منعت لعقود أي تعبير علني عن الرفض. ونقل المرصد عن أحد الشهود قوله إنّ “الاعتراض العلني كان يعني الاعتقال أو الاختفاء”.
وأشار عدد من الشهود إلى أنّ التهميش الاقتصادي وغياب فرص العمل دفع آلاف الشبان إلى الالتحاق بالخدمة الإلزامية أو بالميليشيات، ليتم استخدامهم “خزاناً بشرياً” في خطوط القتال، فيما بقيت الامتيازات محصورة ضمن دائرة ضيقة مرتبطة بالأسد وأجهزته الأمنية.
وأوضح المرصد أنّ كثيراً من أبناء الطائفة عبّروا عن فرحة كبيرة بسقوط الأسد، لكن “مجازر آذار” الأخيرة وحوادث الخطف والقتل التي طالت مدنيين من الطائفة خلقت حالة من القلق والانكفاء، وسط مخاوف من تصاعد خطاب الانتقام الطائفي في بعض المناطق.
وبحسب المعلومات التي جمعها المرصد، تستعد مجموعات واسعة من أبناء الطائفة لتلبية دعوة الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى، للمشاركة في إضراب عام لمدة خمسة أيام، في خطوة غير مسبوقة داخل الساحل منذ سنوات طويلة.
ويؤكد المرصد أنّ هذا الحراك الشعبي يثير تساؤلات حول مدى جاهزية الحكومة المؤقتة والسلطات المحلية لفتح صفحة جديدة مع أبناء الطائفة العلوية، والتعامل معهم بوصفهم مكوّناً سورياً كاملاً لا يمثل بشار الأسد ولا يرتبط بسياساته.
وشدد المرصد على أنّ وقف الخطاب الطائفي وتأمين الحماية للمدنيين وضمان الاعتراف بمعاناتهم خلال سنوات الحرب هي خطوات أساسية لتجنب انزلاق البلاد نحو موجات جديدة من العنف، ولتهيئة بيئة وطنية جامعة في مرحلة ما بعد النظام.