- i24NEWS
- تحليلات وأراء
- التطرف اليميني المقلق لإسرائيل في الولايات المتحدة، والعلاقة القطرية
التطرف اليميني المقلق لإسرائيل في الولايات المتحدة، والعلاقة القطرية
التطرف السياسي في الولايات المتحدة يدفع جزءاً من اليمين المحافظ إلى مواقف مناهضة لإسرائيل • شخصيات إعلامية بارزة، إلى جانب تأثير من قطر، تعمل على تطبيع خطاب إشكالي •

أدى التطرف والاستقطاب في السياسة الأمريكية إلى انزلاق تيارات كاملة من اليمين المحافظ إلى معاداة السامية. ويتصدر هذه الظاهرة المقلقة شخصيات إعلامية بارزة. وفي الخفاء، لن تستغربوا وجود قطر، مرة أخرى..
في الوقت الذي أصبحت فيه الأصوات المعادية لإسرائيل، وأحياناً المعادية للسامية بشكل علني، شائعة تقريباً في الغرب، تتسع الفجوة أيضاً في اليمين الأمريكي بين مؤيدي إسرائيل وحركة انفصالية تهدد بإنهاء الدعم للشعب الإسرائيلي.
https://x.com/i/web/status/1999962282164371626
This post can't be displayed because social networks cookies have been deactivated. You can activate them by clicking .
يُعتبر تاكر كارلسون، وهو مذيع سابق في قناة فوكس نيوز، الصوت الأكثر صراحة وتأثيراً ضد إسرائيل، والذي لا يتوقف عن إثارة الفضائح في برنامجه الصوتي الشهير، بدءاً من الترويج لنظريات المؤامرة المتعلقة بإسرائيل واليهود، وصولاً إلى التعاون العلني مع قطر، واستضافة شخصية أكثر إثارة للجدل منه مؤخراً، مثل نيك فوينتيس، ناكر المحرقة ومعجب بهتلر.
https://x.com/i/web/status/1991432036213539181
This post can't be displayed because social networks cookies have been deactivated. You can activate them by clicking .
بالنسبة لمن توقعوا إدانة قاطعة لهذه الظاهرة من الإدارة الجمهورية، فقد خاب أملهم أيضاً من الإدارة التي وصفها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو - أقرب حلفاء إسرائيل في البيت الأبيض. قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سياق حديثه عن كارلسون: "أجرينا معه بعض المقابلات الرائعة، لكن لا يمكنك أن تملي عليه من يُجري معه المقابلات. إذا أراد إجراء مقابلة مع نيك فوينتيس، فأنا لا أعرف عنه الكثير، فلينشر الخبر، على الناس أن يقرروا بأنفسهم".
في محاولة لوقف المد المعادي لإسرائيل، استضافت وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل حوالي أسبوع أكبر وفد من المؤثرين في تاريخ البلاد: أكثر من 1,100 من قادة الكنائس وقادة الرأي العام من التيار الإنجيلي - جمهور يُعتبر حتى اليوم دعامة أساسية في دعم إسرائيل.
وراء هذه المبادرة تقف أيضًا مخاوف معروفة من تأثير أجنبي: قطر، التي تعمل منذ سنوات في الغرب، بدأت في السنوات الأخيرة بالتغلغل أيضًا في التيار الإنجيلي – الذي كان يُعتبر في الماضي مؤيدًا لإسرائيل بشكل شبه مطلق.
وإذا لم يكن القلق بشأن الظواهر الراهنة كافياً، فهناك أيضاً أسباب عديدة تدعو للقلق عند التطلع إلى انتخابات عام 2028. فالشخص الذي يبرز حالياً كخليفة محتمل لترامب، نائب الرئيس جيه. دي. فانس، هو أحد أبرز الشخصيات في الحركة الانفصالية داخل الحزب الجمهوري.
شخصية مركزية أخرى في الحزب الجمهوري التي أصبحت مؤخراً صوتاً معادياً لإسرائيل هي عضو الكونغرس من جورجيا، مارجوري تايلور غرين، التي تُعتبر من أبرز الأصوات في معسكر "ماجا". وقالت غرين في مقابلة: "منذ أن أصبحت عضو كونغرس، مررنا عدة قرارات تدين معاداة السامية، لقد صوتُّ على ذلك عدة مرات، وأصبح الأمر عرضاً يُفرض على الكونغرس."
غرين وأصدقاؤها يدّعون بحماس أن إسرائيل ترغب في جرّ الولايات المتحدة إلى حروب، وقد عبّروا عن معارضة شديدة للهجوم الأمريكي على منشآت إيران النووية.
استطلاع واسع النطاق أجرته نيويورك تايمز في شهر سبتمبر\أيلول يشير إلى تحول دراماتيكي في موقف الجمهور الأميركي تجاه إسرائيل، ولأول مرة منذ بدء الحرب، قال عدد أكبر من الأميركيين إنهم يدعمون الجانب الفلسطيني مقارنة بمن يتعاطفون مع إسرائيل. هذه الظاهرة مقلقة بشكل خاص بين الشباب، حيث أن أكثر من 70% من الأشخاص تحت سن الثلاثين يعارضون استمرار الدعم العسكري لإسرائيل.
وعلى الرغم من أن التراجع الملحوظ بتأييد إسرائيل بارز بين مؤيدي الحزب الديمقراطي، فإن نسبة التأييد بين الجمهوريين أيضًا انخفضت من 76 بالمئة إلى 64 بالمئة فقط.
تعكس الأصوات المتطرفة في اليمين صراعًا عميقًا قبيل الانتخابات المقبلة، لا يقتصر على هوية المرشح الجمهوري في حقبة ما بعد ترامب، بل يتعداه إلى طبيعة الحزب وجوهره ككل. فمن جهة، نجد المحافظين التقليديين، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، الذين يدعمون النهج الأمريكي الكلاسيكي في التدخل الدولي. ومن جهة أخرى، قد تنذر الأصوات الانفصالية، مثل صوت فانس، بمستقبل معقد، بل ومقلق، فيما يتعلق باستمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل.
وكما هو الحال دائمًا، يبرز هنا أيضًا السؤال: ما مدى كفاية الجهود التي تبذلها إسرائيل لمواجهة هذه التوجهات المقلقة؟ بعد مرور أكثر من عامين على الحرب، ومع وجود مخاطر عديدة لتجدد القتال على جبهات متعددة، ستضطر إسرائيل إلى الموازنة بين احتياجاتها الأمنية الأساسية وتحركاتها السياسية الحساسة لضمان دعم إدارة لا تنفصل عن التوجهات السائدة في الرأي العام الأمريكي.
